الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"دبلوماسية البوارج الحربية".. فنزويلا واليسار في مواجهة واشنطن

بوارج حربية أمريكية في بحر الكاريبيالمصدر: منصة إكس

أرسلت إدارة دونالد ترامب سفنًا حربية وطائرات استطلاع ومروحيات وقوات عمليات خاصة إلى جنوب البحر الكاريبي، مستهدفة فنزويلا علنًا بذريعة مكافحة المخدرات.

هذه الخطوة لم تعد مجرد تحرك عسكري محدود، بل تشير إلى فتح الباب أمام تدخل مسلح محتمل من الولايات المتحدة في قلب أمريكا اللاتينية.

يعتبر هذا الانتشار العسكري جزءًا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة تأكيد هيمنة واشنطن في المنطقة، التي تُعد "الحديقة الخلفية" للرأسمالية الأمريكية، في مواجهة منافسة القوى الرأسمالية الأخرى، وعلى رأسها روسيا والصين. 

وباستخدام ما يُعرف بـ "دبلوماسية البوارج الحربية"، يسعى ترامب إلى إخضاع الشعوب المحلية للسيطرة الأمريكية وإعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية لمصلحة بلاده.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قصف سفينة جديدة.. ترامب يهدد بعمليات برية ضد تجار المخدرات في فنزويلا

المعارضة اليسارية تتصدى

أصدرت المنظمات اليسارية الفنزويلية بيانًا مشتركًا شديد اللهجة، ناشدت فيه إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، معتبرة هذا العدوان جزءًا من الهيمنة الإمبريالية على البلاد. 

ووضّحت هذه المنظمات أن مواجهة تدخلات ترامب تتطلب تنظيم الطبقة العاملة والجماهير بشكل مستقل، بعيدًا عن الحكومة الفنزويلية الحالية أو المعارضة الموالية لأرباب العمل.

وأكد البيان أن رفض العدوان الأمريكي لا يعني دعم الحكومة الحالية لمادورو، بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على ضرورة محاسبة الرئيس الفنزويلي بسبب سياساته القمعية والمعادية للعمال والفقراء، مع التشديد على أن الطبقة العاملة وحدها هي القادرة على مواجهة استغلال الدولة والرأسمالية المحلية معًا.

الهيمنة الاقتصادية في مرمى النيران

تشير النصوص الصادرة عن المنظمات اليسارية إلى أن الإمبريالية الأمريكية لا تقتصر على التدخل العسكري، بل تمتد لتشمل الهيمنة الاقتصادية؛ حيث لا تزال شركات مثل شيفرون وسونرجون أويل الأمريكية تعمل في فنزويلا، مستفيدة من ضعف الدولة لتأمين مصالحها. 

ويشير البيان إلى ضرورة مواجهة هذه الهيمنة الاقتصادية عبر إلغاء عقود المشاريع المشتركة في قطاع النفط واستعادة السيطرة الوطنية على الموارد؛ وإدارة النفط والغاز بواسطة العمال والفنيين المحليين من خلال شركة النفط الوطنية PDVSA.

كما يشير أيضًا إلى التنصل من الديون الخارجية الربوية وتأميم ممتلكات أمريكية دون تعويض، ووضعها تحت سيطرة العمال والشعب مباشرة.

وبحسب المنظمات، فإن أي مقاومة عسكرية أو اقتصادية للإمبريالية يجب أن ترافقها حماية الحقوق الاقتصادية والسياسية للطبقة العاملة، بما يشمل تحسين الأجور، وتعزيز التعليم والخدمات العامة، وضمان حرية التنظيم والنقابات.

أخبار ذات علاقة

 رافائيل أستوديلو

ميليشيا من كبار السن.. "جيش الأب" في فنزويلا يتوعد ترامب بـ "فيتنام أخرى"

نحو خطة طوارئ شعبية

أكدت المنظمات اليسارية أن القوة القادرة على مواجهة أي مغامرة إمبريالية تكمن في التعبئة الشاملة للطبقة العاملة، بإبداعها وطاقتها وقدرتها على النضال ضد جميع أشكال الاستغلال والعدوان. 

ويشمل ذلك، فرض خطة طوارئ للأجور والمعاشات التقاعدية بما يتناسب مع تكلفة المعيشة، والدفاع عن اتفاقيات التفاوض الجماعي وحقوق العمال، وزيادة الاستثمار في الصحة والتعليم والخدمات العامة؛ والدفاع عن الحريات الديمقراطية والإفراج عن السجناء السياسيين.

وترى المنظمات أن مواجهة العدوان الأمريكي ليست مجرد مسألة عسكرية، بل معركة شاملة ضد الهيمنة الاقتصادية والسياسية للرأسمالية الإمبريالية، تتطلب تنظيمًا شعبيًّا قويًّا ومستقلًا، يعزز سيادة فنزويلا ويحمي مصالح الطبقة العاملة والفقراء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC