logo
العالم

ميليشيا من كبار السن.. "جيش الأب" في فنزويلا يتوعد ترامب بـ "فيتنام أخرى"

رافائيل أستوديلوالمصدر: التلغراف

مع تنامي مخاطر الصراع المباشر بين فنزويلا والولايات المتحدة، تبرز الميليشيا البوليفارية كقوة احتياطية رئيسة، غالباً ما يُشار إليها بسخرية بـ"جيش الأب" بسبب أعضائها الكبار في السن، إذ يقود رافائيل أستوديلو، وهو جندي سابق، إحدى وحدات هذه الميليشيا في كاراكاس.

ويحذّر رافائيل أستوديلو، البالغ من العمر 63 عاماً، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"التفكير مرتين" قبل أي غزو، رافضاً "المقارنات الساخرة"، مؤكداً استعداده لوضع "ركبته على الأرض" وبندقيته موجهة نحو الجنود الأمريكيين للدفاع عن الوطن، كما تنقل عنه صحيفة "التلغراف" البريطانية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

أهداف غامضة.. ما الذي يخفيه ترامب عن الأمريكيين في "حربه" على فنزويلا؟

 وتأسست الميليشيا عام 2009 في عهد هوغو تشافيز، وأصبحت جزءاً رسمياً من القوات المسلحة عام 2020 تحت شعار "الوحدة المدنية-العسكرية" الذي أطلقه نيكولاس مادورو. وتتكوّن في الغالب من كبار السن، وتركّز عادة على أنشطة الخدمة العامة، لكنها تتلقى تدريبات عسكرية وتُعتبر قوة احتياطية.

وشجّع مادورو المواطنين على الانضمام، خاصة مع تصعيد الولايات المتحدة لتهديداتها العسكرية، إذ زعمت الحكومة أن 4.5 مليون عضو مدربون ومستعدون، رغم شكوك الخبراء في هذا الرقم.

ويأتي هذا الاستعداد وسط تصعيد أمريكي وصف ترامب نشر قواته في المنطقة بأنه عملية لمكافحة المخدرات، لكن يُشكك فيه كثيرون كغطاء لتغيير النظام، فيما أعلن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، قتل أربعة أشخاص على قارب قبالة سواحل فنزويلا يوم الجمعة، في رابع هجوم منذ سبتمبر، مما رفع الإجمالي إلى 21 قتيلاً.

 كما رصدت أنظمة الدفاع الجوي الفنزويلية خمس طائرات إف-35 أمريكية داخل منطقة نفوذها يوم الخميس، ويشمل الانتشار 8 سفن حربية في البحر الكاريبي وطائرات في بورتوريكو.

ويصف فيكتور ميجاريس، خبير في القوات الفنزويلية بجامعة الأنديز الكولومبية، الهدف الأمريكي بأنه "الضغط" لكسر التماسك داخل الجيش والحكومة، إذ أرسل ترامب مذكرة إلى الكونغرس تعلن "صراعاً مسلحاً" مع جماعات غير حكومية، مما يوفر مبرراً قانونياً للضربات. 

ويتوقع ميجاريس أن تتجنب فنزويلا التدخل المباشر، مركزة على الدعاية لتصوير نفسها كضحية إمبريالية، إذ أصبحت الميليشيا أداة دعائية رئيسة، حيث تُنشر صور كبار السن بالزي العسكري لإظهار نضال شعبي، وغالباً ما تتعرض للسخرية المعارضة بمصطلح "ميلانسيانوس"، أي المزيج بين "ميليشياوي" و"مسن". 

وانضم ترامب إلى السخرية بنشر فيديو على Truth Social لامرأة بدينة تحمل بندقية أثناء تدريب، معلقًا ساخرًا: "ألقينا القبض على ميليشيا فنزويلية أثناء تدريبها. تهديد خطير!" ردت الحكومة بتكريمها ومنحها لقب "جندي الوطن".

وقال دانيال أورتيغا، عضو ميليشيا يبلغ 61 عاماً: "في أي جحر أو زاوية، سيصطدمون بهؤلاء المسنين المسلحين". يتولى أستوديلو تدريب مدنيين متنوعين، من محامين إلى عمال بناء. في الأسابيع الأربعة الماضية، نظموا "أيام السبت الميليشياوية" لتسجيل مجندين جدد، مما زاد وحدته من 85 إلى 450 عضواً.

ويشير ميجاريس إلى أن صور المدنيين المسلحين توحي بصراع طويل إذا غزت أمريكا، وهو ما يسعى ترامب لتجنبه، إذ قال مادورو في خطاب: "إذا تعرضت فنزويلا للهجوم، سننتقل إلى الصراع المسلح".

ووفق "التلغراف"، فإن النظام في فنزويلا يعلم عدم قدرته على الفوز، لكنه يريد تحويل المنطقة إلى "كابوس أمني".

ورغم الفجوة التكنولوجية، يؤكد أعضاء الميليشيا صمودهم. وقال أستوديلو: "فنزويلا صغيرة، لكن الأمر يتعلق بإرادة الشعب، كما في فيتنام". مع تصنيف مادورو كزعيم كارتل، يبقى التهديد بتغيير النظام قائماً، مما يدفع "جيش الأب" للاستعداد لمواجهة محتملة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC