ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حالة الطوارئ تحسبًا لأي تهديد أمريكي محتمل، في وقت تشير فيه المعارضة المدعومة من واشنطن إلى خطط للإطاحة بمادورو خلال "أول 100 ساعة" في حال تدخل أمريكي.
ويرى خبراء أن واشنطن قد تكتفي بضربات محدودة للضغط، لتجنب تصعيد عسكري مباشر قد يفتح المجال لتدخل روسي وصيني في المنطقة.
ويأتي التحشيد الأمريكي في الكاريبي ضمن خطط معلنة لمواجهة مهربي المخدرات، لكن حكومة مادورو رأت فيها محاولة للضغط عليها.
وعلق مدير تحرير مجلة "شؤون لاتينية"، محمد الديهي، على إعلان فنزويلا حالة الطوارئ قائلًا إن هذا الإجراء يأتي في إطار مبدأ سيادة الدول وحماية الأمن القومي، مشيرًا إلى أن رد حكومة مادورو جاء نتيجة تهديدات أمريكية بالتدخل العسكري لتغيير نظام الحكم في البلاد.
وأضاف الديهي لـ "إرم نيوز" أن المعارضة الفنزويلية المدعومة من الولايات المتحدة أعلنت خطة "أول 100 ساعة" بعد أي تدخل أمريكي محتمل، تتضمن الإطاحة بمادورو ونقل السلطة إلى إدمنودو غونزاليس، الذي خاض الانتخابات الرئاسية ضد مادورو العام الماضي، مشيرًا إلى تواصل المعارضة مع أجهزة دولية أخرى لحث حكوماتها على اتخاذ إجراءات دبلوماسية ومالية وأمنية ضد فنزويلا.
ولفت الديهي إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول إعادة تطبيق مبدأ مونرو للهيمنة على دول أمريكا اللاتينية، مؤكدًا أن سياسات الدول اليسارية المعارضة للنهج الأمريكي قد تؤدي حتمًا إلى صدامات محتملة.
وأكد أن "الحرب بين فنزويلا والولايات المتحدة رهينة وقت فقط، في ظل خطط أمريكية تسعى للإطاحة بإدارة مادورو التي تعتبر عائقًا أمام الدور الأمريكي في فنزويلا".
وشهدت الأسابيع الماضية قيام الولايات المتحدة بتدمير ثلاثة زوارق على الأقل في منطقة الكاريبي، بتهمة تهريب المخدرات، فيما سعى مادورو إلى فتح صفحة جديدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث بعث له رسالة دعا فيها إلى بدء محادثات مباشرة.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الدولية، نزار مقني، إن الإدارة الأمريكية تدرك أن التدخل العسكري المباشر في فنزويلا سيكون خطأ فادحًا، نظرًا لمقاومة مسلحة محلية محتملة، واحتمال تدخل روسي وصيني غير مباشر، فضلًا عن تعارضه مع شعار ترامب بعدم خوض حروب جديدة، مشيرًا إلى أنه من غير المرجح حدوث تصعيد أمريكي ضد كراكاس في الوقت الحالي.
وأضاف مقني في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "الضربات المحدودة قد تصبح سياسة مستمرة، لأنها تحقق التوازن بين الردع والرسالة السياسية دون كلفة عالية، لكن الخطر يكمن في أن هذه الضربات قد تنزلق إلى صدام مفتوح إذا أخطأت الصواريخ أو تورطت قوات على الأرض".