ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختباراً دقيقاً لخطة السلام التي أعلنها لإنهاء الحرب في غزة، بعد مرور عامين على هجوم 7 أكتوبر، بحسب "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي.
وذكر تقرير للمجلس أن خطة ترامب الطموحة تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار فور قبول الصفقة، وإعادة جميع الرهائن أحياء أو أمواتاً خلال 72 ساعة، بالإضافة إلى تفكيك حماس عسكرياً وإدارياً، ونشر المساعدات الإنسانية تحت إشراف قوة دولية، مع إدارة غزة من قبل لجنة فلسطينية غير سياسية تشرف عليها إدارة ترامب مباشرة، وتشارك فيها شخصيات دولية بارزة مثل توني بلير.
الصفقة مدعومة من إسرائيل وحظيت بترحيب واسع من قادة الشرق الأوسط وأوروبا، إلا أن التاريخ الطويل لخطط السلام الفاشلة يجعل العديد يشككون في جدوى هذه المبادرة.
الفرق الجوهري هذه المرة يكمن في الضغط الإقليمي المتزايد على حماس من دول المنطقة التي تشعر بضرورة إنهاء الحرب.
ويبقى السؤال الكبير: هل ستقبل الحركة بالموافقة الكاملة على خطة ترامب، أم ستتعامل معها جزئيا مع محاولة الحفاظ على نفوذها؟
على الأرض، يبدو أن إسرائيل قد حققت معظم أهدافها: لا يوجد موعد نهائي واضح لانسحابها، لكن الالتزامات مفتوحة للتفسير، ولا توجد خطة محددة لحل الدولتين، بل التزام فضفاض بقيادة فلسطينية جديدة تحت إشراف لجنة ترامب، أما السلطة الفلسطينية فقد أيدت الصفقة، لكن تأثير هذا الدعم على الأرض محدود جداً.
حماس بدورها أعلنت استعدادها لإطلاق سراح الرهائن، لكنها لم توافق بعد على كامل بنود الصفقة.
ويشير التحليل إلى أنه حتى لو وافقت حماس على الإفراج عن الرهائن، فإن وقف الأعمال العدائية قد يُستغل لإعادة تنظيم قواتها، واستعادة الأسلحة جزئيا، وممارسة ضغط على الدول العربية للعودة عن دعم الصفقة.
هذا قد يدفع إسرائيل لتكثيف ضرباتها؛ ما يرفع حجم الدمار ويزيد من معاناة المدنيين؛ ما يعني أن أي محاولة لتطبيق الخطة جزئياً تحت إشراف دولي ستكون محفوفة بالمخاطر؛ إذ ستظل مناطق واسعة من غزة تحت القتال؛ ما يجعل جهود إعادة الإعمار والتنمية شبه مستحيلة، كما يمكن لإسرائيل تكثيف عملياتها في غزة؛ ما يزيد من حجم الدمار ويضع المدنيين في دائرة الخطر.
رغم الخسائر البشرية والعسكرية الكبيرة، تظل حماس، حتى الآن، ثابتة في موقفها، كما أن تمسكها بالوجود السياسي والعسكري يجعلها أقل استعدادا للتخلي عن مشروعها أو نفوذها؛ وهو ما يضع خطة ترامب أمام اختبار عسير.
ويعني هذا أن نجاح الخطة الكامل يبدو بعيد المنال، وأي خطوة نحو تنفيذ الصفقة قد تنتهي بإعادة النزاع إلى نقطة البداية، وتترك مناطق واسعة من غزة تحت القتال، وتعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية؛ ما يبقي غزة على صفيح ساخن ويهدد المدنيين بمزيد من الكارثة الإنسانية.
باختصار، خطة ترامب قد تحقق تبادلاً محدوداً للرهائن وتوقفاً جزئياً للقتال، لكنها على الأرجح لن تنهي النزاع أو تضع حداً لوجود حماس، تاركة المنطقة أمام اختبار عسير لإمكانية تحقيق سلام دائم أو التورط في موجة جديدة من العنف.