logo
العالم العربي

خبراء: تسليم معلومات الأنفاق والسلاح خطوة نحو إنهاء الدور العسكري لحماس

جانب من الدمار في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيليةالمصدر: (أ ف ب)

تزامنا مع ذكرى هجوم السابع من أكتوبر، طالب خبراء حركة حماس الفلسطينية بأن "تتنازل عن أي مشاركة سياسية في الحكم، وأن تسلّم خرائط تفصيلية بمواقع الأنفاق ومخازن السلاح ومراكز التصنيع العسكري".

في الوقت ذاته، حذّر الخبراء من استمرار إسرائيل في حربها على قطاع غزة، أو حتى اندلاع مواجهة أخرى بشكل أوسع، بعد توقيع اتفاق يتعلق بـ"خطة ترامب".

ورأى هؤلاء أن "ما يجري اليوم هو امتداد لجولات من التصعيد المتكرر الذي لم يفضِ إلى حلول حقيقية، فيما تبقى غزة عنواناً لمعاناة لا تنتهي، بين محاولات التهدئة ومساعي الأطراف لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الواقع الإنساني المتدهور".

رباعي المخطط

وقال المحلل والباحث السياسي في قضايا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، نزار نزال، إن ما "حدث لم يكن مفاجئاً، خاصة أن حركة حماس سيكون ردها على خطة ترامب، بحسب التوقعات (نعم ولكن)"، مستبعداً أن يستمر هذا المشروع، لا سيما أن مقدمته إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وبعد ذلك تتم مناقشة كل بند على حدة تفصيلاً.

وأضاف نزال لـ "إرم نيوز" أن "المشروع صاغه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر، وكذلك توني بلير الذي له سوابق سيئة في منطقة الشرق الأوسط وحرب العراق، إلى جانب جاريد كوشنر المستثمر الأمريكي وصهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وهؤلاء جميعهم من اليهود، وأي رؤية تتم صياغتها من خلال هذا الرباعي ستكون بالتأكيد لمصلحة إسرائيل".

أخبار ذات علاقة

النزوح في غزة

في الذكرى الثانية لحرب غزة.. محطات عالقة وآمال على قائمة الانتظار

وأوضح أن "هناك 19 بندًا سيتم العمل عليها لمصلحة إسرائيل"، مشيرًا إلى "وجود بندين يشوبهما الكثير من الضبابية، خاصة بند الانسحاب الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب، ولذا من المتوقع ألا تذهب إسرائيل باتجاه السير في هذا الاتفاق".

وأشار نزال إلى أن "هناك اتفاقاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل على إطلاق سراح الأسرى من غزة، وبعد ذلك ستنسحب إسرائيل من المناطق المكتظة، لكنها ستستمر في استهدافاتها على غرار ما يجري في لبنان، ولن تنفذ الانسحاب كاملاً، بما في ذلك وقف إطلاق النار".

ورأى أن "إسرائيل لن تنفذ من جانبها أي شيء، بل ستطالب حماس بنزع سلاحها وخروج قياداتها من غزة، وكل ذلك يؤشر إلى أن غزة لم تُنصف، لكن تقليل الهجمات يصب في مصلحة الفلسطينيين نوعاً ما، إلى جانب مسألة تهجير الفلسطينيين التي تم إلغاؤها، ما يعني أن برد حماس على هذا المقترح استطاعت أن تجد لنفسها موطئ قدم وألا تكون مغيبة كليًا عن باب المفاوضات".

خديعة الاتفاق

وذكر نزال أن "حماس أبدت تعاوناً من خلال موافقتها على طلبات ترامب، لكن الطريق ليس سهلاً، فإعادة الإعمار بعيدة جدًا، خاصة أن في القطاع 5 مدن دُمرت بالكامل، وهناك أكثر من 67 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، وفق مصادر رسمية".

وحذّر من أن "إسرائيل، بعد أن تستعيد أسراها، لن تذهب باتجاه وقف الحرب ولن تنسحب، وستتوقف هذه المفاوضات ولن تستمر مطلقاً، خاصة أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما مشروعا في منطقة الشرق الأوسط، والموضوع أبعد من غزة، فلبنان في عين العاصفة، وإيران أيضاً، واليمن والعراق، ما يعني أن الوضع مقبل على جولات تصعيدية في المنطقة، وأن الأمور تتخطى جغرافيا القطاع".

ورأى نزال أن "هناك 6 نقاط وضعها القادة العرب ووعد ترامب بالأخذ بها، ولكن عندما ظهرت الرؤية الأمريكية-الإسرائيلية إلى العلن، لوحظ تغييب هذه النقاط تماماً".

وأضاف أن "المشروع ككل له علاقة بقضيتين؛ الأولى هي إطلاق سراح الأسرى، والثانية انسحاب إسرائيل من داخل التجمعات السكانية، واحتفاظها بمحور صلاح الدين، وبعمق 2 كيلومتر بطول 41 كيلومتراً على الحدود الشرقية لقطاع غزة، واحتفاظها بعمق يتراوح بين 2 و3 كيلومترات في الشمال بطول 10 كيلومترات، ما سيقلص مساحة غزة إلى 25% من جغرافيتها الحالية".

ولفت إلى أن "مسألة السير باتجاه موافقة شاملة من كل الأطراف مسألة غاية في التعقيد والصعوبة، دون إمكانية حدوث أي نجاح مطلقاً".

استمرار المعاناة

من جانبه، قال الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور عقل صلاح إن "من المبكر الحديث عن انتهاء معاناة قطاع غزة في ظل الاتفاق الأخير، فحتى لو انتهت الحرب، لن ينتهي معها إلا القصف، بينما المعاناة بكل أشكالها ستبقى مستمرة".

وأضاف صلاح لـ"إرم نيوز" أن "السابع من أكتوبر أعاد إحياء القضية الفلسطينية وأعادها إلى الطاولة الدولية، فقبل هذا التاريخ كانت إسرائيل تسعى إلى ضم الضفة الغربية وتهويدها وشطب القضية وتهميشها، أما اليوم فهناك سيل من الاعترافات الرمزية بفلسطين، غير أن القضية بحاجة إلى حل جذري، لأن اتفاقية أوسلو لم تُحل الأزمة".

وأشار إلى أن "المطلوب من العالم والمنظمات الدولية العمل على إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، والقيام بدورها على مختلف الصعد، لأن السابع من أكتوبر دمّر 250 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود ومعتقل، فضلًا عن تدمير أكثر من 85% من البنية الجغرافية للقطاع".

ورأى صلاح أن "أحداث السابع من أكتوبر فضحت السردية الإسرائيلية وصورتها أمام العالم أجمع، وهذا لا يمكن نسيانه في وقت قريب، كما أحيت السردية الفلسطينية فكرة أن هناك شعبًا مناضلًا ومكافحًا من أجل حقوقه".

أخبار ذات علاقة

نتنياهو وترامب في البيت الأبيض

البيت الأبيض: "محادثات فنية" جارية حالياً بشأن خطة غزة

جولة تصعيد مقبلة

أما الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عماد أبو الحسن، فرأى أن "من المبكر الحديث الآن عن طبيعة التحولات السياسية أو التغيرات الإنسانية التي قد تشكل مآلات جديدة للقضية الفلسطينية على صعيد الصراع العربي-الإسرائيلي والفلسطيني-الإسرائيلي خصوصا".

وقال أبو الحسن لـ"إرم نيوز" إنه "على مدى عامين من الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، فإن النتائج المدمرة التي أفرزتها تشير إلى أن العلاقة بينهما تزداد تباعداً، ما قد يؤسس لجولة أخرى مقبلة من الصراع قد لا يطول انتظارها".

وأضاف أن "خطة ترامب التي أعلنت حماس قبولها تتضمن مخاطر كثيرة وكبيرة، وعلى ضوء ذلك أعلن ترامب ضرورة وقف الحرب والدخول في مفاوضات تفصيلية لتحديد طبيعة هذه التحولات الجديدة وبيان مدى إمكانية تنفيذ خطته على أرض الواقع، ولهذا جاءت دعوته لإسرائيل بوقف القصف فورًا، ولحماس بالإسراع في تهيئة الاستعدادات اللازمة لإطلاق سراح الرهائن.

وأشار أبو الحسن إلى أن "الخطوة التالية هي البحث بشكل تفصيلي في مسائل الحكم والسلاح".

تنازلات مطلوبة من حماس

وتساءل: "هل يمكن أن تمر هذه المرحلة بسهولة؟ وهل تنفذ حماس كل ما هو مطلوب منها؟"، مجيبًا بأن المطلوب منها أن "تتنازل عن أي مشاركة سياسية في الحكم، وأن تسلّم خرائط تفصيلية بمواقع الأنفاق ومخازن السلاح ومراكز التصنيع العسكري، وربما يتجاوز الأمر ذلك كله إلى أسماء المقاتلين ومواقعهم".

وأوضح أبو الحسن أن "حماس ترى في هذه الخطوة مسّاً بالشرف التنظيمي والوطني، لذا فإن مساحة التماس الخطر مع الإدارة الأمريكية ستبدو أكثر اتساعاً كلما اقتربت من القضايا الحساسة والمركزية لديها، ولن يكون الأمر سهلاً، ولن تقوى حماس على التعاطي مع الحاجات الأمنية الإسرائيلية والإملاءات الأمريكية إلا إذا تحولت بشكل أو بآخر إلى تجمع تنظيمي يعمل إما لخدمة إسرائيل وإما لخدمة أمريكا على حساب المساحة الوطنية المتبقية، بحيث يجعل المصلحة الوطنية شماعة يُعلق عليها إخفاقاته ويفسر بها تنازلاته التي لن تنتهي أو تتوقف"، وفق قوله.

ولفت إلى أنه "في حال تحقق ذلك، قد يكون نتنياهو صادقًا حين يقول: لقد حققت نصراً مطلقاً. ودون ذلك ستبقى المنطقة مفتوحة على احتمالات كثيرة، جلّها يدفع باتجاه حرب جديدة، قد لا تكون تقليدية أو محصورة داخل الجغرافيا الفلسطينية، بل قد تتوسع لتشمل منطقة الشرق الأوسط كلها، الشرق الأوسط الجديد الذي يحرص ترامب ومعه نتنياهو على أن يكون بمقاسهما ورغباتهما وحاجاتهما الأمنية والاقتصادية، وحتى الثقافية والدينية والفكرية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC