logo
العالم

بين موسكو وبيونغ يانغ.. تكنولوجيا السلاح تربك موازين الردع الغربية

بين موسكو وبيونغ يانغ.. تكنولوجيا السلاح تربك موازين الردع الغربية
خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشماليةالمصدر: منصة إكس
03 أغسطس 2025، 4:34 م

كشف مدير مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا بدأت نقل تكنولوجيا الطائرات المسيّرة الانتحارية من طراز "شاهد-136" إلى كوريا الشمالية، بل وتساعد على إنشاء خطوط إنتاج لهذه الطائرات على الأراضي الكورية، إلى جانب التعاون في مجال تقنيات الصواريخ.

هذا التحرك لم يأتِ بمعزل عن السياق العام للعلاقات الروسية الكورية الشمالية، التي شهدت تطورًا في الأسابيع الماضية، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية، التي كشفت أن البلدين وقّعا اتفاقًا أمنيًا ينص على تقديم الدعم العسكري المتبادل في حال تعرّض أحد الطرفين لعدوان، بالإضافة إلى التزام بعدم توقيع أي معاهدات مع أطراف ثالثة من شأنها المساس بمصالح أحدهما.

أخبار ذات علاقة

زعيم كوريا الشمالية داخل منشأة يعتقد أنها للتصيع النووي

تتأهب لبيع التكنولوجيا النووية.. هل يتمكن ترامب من الاتفاق مع كوريا الشمالية؟

جبهة عسكرية متقدمة

وفي خضم هذا التصعيد، يبدو أن البلدين يمضيان في بناء جبهة عسكرية متقدمة تتجاوز مجرد التنسيق السياسي، لتتحول إلى تعاون تقني في قلب الصناعات الدفاعية، بما قد يغيّر موازين الردع في أكثر من ساحة.

ويبقى السؤال: هل يتحوّل محور  موسكو - بيونغ يانغ إلى بؤرة اختبار حقيقية لفاعلية نظام العقوبات الغربية؟

يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن أوكرانيا، ومنذ اندلاع الحرب مع روسيا، اعتادت إطلاق تصريحات تتهم موسكو بتلقي دعم مباشر من دول حليفة، سواء في المجال العسكري أو الاقتصادي أو حتى اللوجستي، كما حدث مع إيران التي زوّدت الجيش الروسي في بداية الحرب بطائرات مسيّرة لمواجهة طائرات "بيرقدار" التركية، وقد أثبتت هذه المسيّرات فاعليتها عسكريًا واقتصاديًا على حد سواء.

وأكد حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الغرب لم يُدِن أو يهدد الدول التي أغرقت أوكرانيا بالأسلحة والمستشارين العسكريين الذين يشاركون في قيادة بعض ألوية الجيش الأوكراني ميدانيًا."

اتهامات علنية

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية أن زيلينسكي يحاول استغلال الأصول الروسية داخل بلاده، بالضغط على أوروبا من خلال توجيه اتهامات علنية للدول الداعمة لموسكو؛ بهدف تبرير الاستيلاء على تلك الأصول تحت عناوين مثل "التعويض" أو "تمويل المجهود الحربي".

وتابع: إن اتهامات كييف لروسيا بشأن نقل تكنولوجيا طائرات "شاهد" الإيرانية إلى كوريا الشمالية ليست في جوهر الصراع، مرجّحًا أن بيونغ يانغ قد تكون حصلت على تلك التكنولوجيا مبكرًا، وربما مباشرة من طهران التي تحتفظ بمخططات التصنيع ولا تعتمد على موسكو في هذا الصدد.

وقال كارزان حميد إن كوريا الشمالية دولة نووية بالفعل، وتملك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية، فضلًا عن إمكانيات تكنولوجية يصعب تقييمها بدقة بسبب العزلة السياسية المفروضة عليها.

محاولة ربط

وأشار إلى أن بيونغ يانغ، بدعم مباشر من موسكو وبكين، نجحت في بناء قدرات سيبرانية واستخباراتية كبيرة من خلال "جيش من القراصنة"، ما يجعل تصنيع طائرات مسيّرة على أراضيها تطورًا منطقيًا يعكس تعزيز بنيتها الدفاعية والاستخباراتية.

وفسّر حميد تصريحات أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، على أنها محاولة للربط بين الملفين السياسي والعسكري، معتبرًا أن هناك إشارات ضمنية إلى البحث عن بديل لزيلينسكي في الداخل الأوكراني.

أخبار ذات علاقة

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يصافح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

تحالف موسكو وبيونغ يانغ يتمدد.. والأنظار تتجه إلى بكين

دعم ملموس

من جانبه، قال الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، الدكتور رامي القليوبي، إن العلاقات الروسية الكورية الشمالية تشهد تطورًا ملحوظًا، كشفت عنه اتفاقية شراكة استراتيجية تم توقيعها عام 2024، في ظل التصعيد غير المسبوق بين موسكو والغرب.

وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن موسكو تمرّ بواحدة من أعقد أزماتها مع الغرب منذ الحرب الباردة، لذلك فهي تميل إلى تعميق تحالفاتها مع دول ليست على وفاق مع الولايات المتحدة وأوروبا، مثل كوريا الشمالية وإيران، بغضّ النظر عن مدى تقبّل هذا التوجه في الغرب.

وأشار القليوبي إلى أن كوريا الشمالية قدّمت دعمًا ملموسًا لروسيا خلال الحرب، سواء عبر تزويدها بذخائر، أو من خلال إرسال أفراد شاركوا بشكل فعلي في العمليات القتالية بمنطقة كورسك، في وقت رفضت فيه أوروبا إرسال أي عناصر قتالية إلى الجبهة.

وتابع: "من الطبيعي أن ترد موسكو الجميل لبيونغ يانغ، سواء بنقل التكنولوجيا أو بالمساعدة العسكرية المباشرة، طالما لا يتم خرق اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية الموقعة عام 1968".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC