logo
العالم

"الإهمال الخبيث".. هل تكون ورقة ترامب البديلة لخطة السلام في أوكرانيا؟

"الإهمال الخبيث".. هل تكون ورقة ترامب البديلة لخطة السلام في أوكرانيا؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
11 فبراير 2025، 5:18 م

تساءلت صحيفة الغارديان عما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قادرًا على الوفاء بوعده الصعب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، وسط التحديات السياسية والعسكرية المعقدة.

ورأت الصحيفة أن تحقيق السلام الحقيقي يتطلب مزيجًا من الدبلوماسية، والتهديدات، والمحفزات، مشيرة إلى أن المهمة لن تكون سهلة رغم تعهدات ترامب.

وأوضحت، أنه وسط قراراته التنفيذية الأخيرة والتصريحات القوية، لا يزال ترامب يؤكد عزمه على التفاوض لإنهاء الحرب سريعًا، بل إنه صرّح يوم الجمعة بأنه تحدث بالفعل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الملف.

ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أن النجاح ليس مضمونًا، والمخاطر تظل مرتفعة، إذ قد يؤدي فشل ترامب إلى تفاقم الصراع، خاصة إذا تبنى سياسة "الإهمال الخبيث" تجاه أوكرانيا أو صعّد المواجهة ضد القوات الروسية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

اتصالات أمريكية روسية.. هل تفتح باب السلام بشأن أوكرانيا؟‎

تكلفة الحرب والمأزق الدبلوماسي

وذكرت الصحيفة أن الحرب دمرت اقتصاد أوكرانيا وروسيا، وخلّفت مئات الآلاف من القتلى، في حين تقلص عدد سكان أوكرانيا بمقدار الربع منذ بدء الحرب بين الطرفين، كما اعترف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الحرب أصبحت "مأزقًا دمويًا طويل الأمد يجب أن ينتهي".

ورغم أن الوضع الصعب قد يجعل كييف أكثر انفتاحًا على المفاوضات، فإن التوصل إلى اتفاق يواجه عقبات عدة، أبرزها موقف الصين، والدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، وروسيا التي تتمتع حاليًا بتفوق ميداني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا نجح ترامب في إقناع جميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، فسيواجه مجموعة من القضايا الشائكة، أبرزها المستقبل الاستراتيجي لأوكرانيا، وما إذا كان ينبغي أن تبقى محايدة، أو تتجه نحو الغرب، أو تحقق توازنًا بين الاتجاهين.

كما أن روسيا قد ترفض وقف إطلاق النار إذا تضمن تقارب أوكرانيا مع الغرب، في حين أن كييف سترفض أي اتفاق لا يضمن لها أمنًا طويل الأمد ضد هجمات روسية مستقبلية.

واقترحت الصحيفة عدة خيارات لضمان أمن أوكرانيا، مثل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أو توفير قوة حماية دولية، أو تعزيز الدعم العسكري لكييف، لكن هذه الخيارات محل خلاف بين أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا.

خطر التصعيد العسكري

وحذرت الصحيفة من أن ترامب قد يلجأ إلى سياسة الإهمال الخبيث، خصوصًا إذا تبنت أوكرانيا موقفًا تفاوضيًا متشددًا أو إذا شعر بأن بوتين يحقق تقدمًا ميدانيًا، وفي هذه الحالة، قد يندد ترامب بالهجوم الروسي لكنه لن يفعل الكثير لمنعه.

والأخطر، بحسب الصحيفة، هو ما قد يحدث إذا أطلق ترامب خطة سلام ثم رفضها بوتين أو شن هجومًا كبيرًا خلال المفاوضات، مما قد يضع ترامب في موقف محرج ويدفعه إلى تصعيد عسكري غير محسوب.

أخبار ذات علاقة

الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف

الكرملين يثني على ترامب: جزء كبير من أوكرانيا يريد أن "يكون روسيًّا"

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لم يتردد سابقًا في اغتيال قاسم سليماني عام 2020، لذا من غير المستبعد أن يلجأ لاستخدام القوة ضد الروس إذا اعتبر أن مصداقيته على المحك، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد نووي غير منضبط.

وخلصت الصحيفة إلى أن مسار الحرب في أوكرانيا خلال الشهرين المقبلين سيكون حاسمًا، وفق رؤية ترامب؛ ورغم أن إنهاء الحرب لا يبدو مرجحًا، إلا أن المحاولة ستكشف مدى جدية إدارة ترامب في اتباع النهج الدبلوماسي المطلوب لتحقيق السلام.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC