بات صراع تخصيب اليورانيوم الملف الأبرز حضورًا، وسط المحادثات "المحتدمة" بين إيران والولايات المتحدة، بحسب صحيفة "المونيتور"، مؤكدةً أن حالة من عدم اليقين تسود المحادثات مع أمريكا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه قبل اجتماع روما بين الجانبين المقرر اليوم السبت، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في الوقت الذي تسعى فيه طهران إلى التشاور حول كيفية مواجهة الضغوط الأمريكية لتفكيك برنامجها النووي بالكامل.
ومع توجه المفاوضين النوويين الإيرانيين إلى روما لعقد جولة ثانية من المحادثات مع نظرائهم الأمريكيين، اليوم، تسود حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تطور الدبلوماسية عالية المخاطر.
وفي حين انتهت الجولة الأولى في العاصمة العمانية في 12 أبريل/نيسان الحالي بتصريحات إيجابية من الجانبين، من المتوقع أن يشهد الاجتماع الثاني مناقشات أكثر واقعية حول القضايا الشائكة.
وأعلن عراقجي، الأربعاء، في أثناء حديثه للصحفيين عقب اجتماع لمجلس الوزراء في طهران، أن حق إيران في الحفاظ على برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم لا يزال غير قابل للتفاوض.
ونشر نظيره المفاوض والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على موقع إكس، أن إيران يجب أن تقضي على تخصيب اليورانيوم النووي، في تراجع على ما يبدو عن تعليقه في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إذ أعرب عن انفتاح الولايات المتحدة على أن تحتفظ إيران بالتخصيب عند مستوى 3.67%.
وذكرت الصحيفة أن النقاش يدور حاليا في الدوائر السياسية والإعلامية الإيرانية حول ما يعتبرونه "انقسامات داخلية" في إدارة ترامب بشأن سياسته تجاه إيران.
ويبدو أن هناك نهجين مختلفين للتعامل مع القضية الإيرانية داخل إدارة ترامب، فنائب الرئيس جيه دي فانس وويتكوف، على سبيل المثال، يدفعان باتجاه التوصل إلى اتفاق وربما يكونان على استعداد للتنازل.
في المقابل، فإن وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز غير مستعدين للتنازل، ويطرحان مطالب متطرفة ويهددان بشن ضربات عسكرية محتملة إذا رفضت إيران الشروط الأمريكية.
وفي حين يُمثل هذا الانقسام، وفقًا للسياسيين ووسائل الإعلام المؤيدة للانخراط، فرصةً ينبغي على طهران استغلالها خلال المفاوضات، فإن المتشددين يرون أن هذه الرسائل المتضاربة إما مؤشرٌ سيئ أو حتى لعبةٌ سياسية، ما يُغذي شكوكهم بشأن أي نجاحٍ إيراني في المحادثات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تعاون روسيا الوثيق مع إيران في برنامجها النووي، لا سيما من خلال مساعدتها في بناء محطتها النووية الوحيدة في مدينة بوشهر، فإن المسؤولين الإيرانيين أعربوا منذ فترة طويلة عن استيائهم من عدم وفاء روسيا بالتزاماتها في هذا المشروع.
وليس جديدا أن يُرسل المرشد الإيراني علي خامنئي رسالة إلى الرئيس الروسي، إذ إنه منذ عام 2007 وجّه رسائل مماثلة في مراحل حرجة من المواجهة النووية بين طهران والغرب خلال رئاستي محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني، في محاولة لاستغلال نفوذ موسكو للحد من الضغط على طهران.
ومع ذلك، فإن ديناميكيات العلاقات الأمريكية الروسية ومكانة إيران كانت مختلفة في كلٍّ من تلك الحلقات السابقة.
وتأتي زيارة عراقجي هذه المرة في وقت تجد فيه إيران نفسها في موقف تفاوضي أضعف، اقتصاديًا وإقليميًا، وفي الوقت الذي تواجه فيه تهديدات عسكرية أمريكية أكثر واقعية.
ويعتمد انفتاح طهران على موسكو على التقارب الواضح بين الإدارة الأمريكية الجديدة والاتحاد الروسي، فضلاً عن العلاقات بين بوتين وويتكوف، اللذين عقدا آخر اجتماع معروف بينهما عشية الجولة الأولى من المحادثات النووية السبت الماضي.
ويتوقع أن تحث طهران روسيا على دعم مطلبها بالحفاظ على مستوى التخصيب عند 3.67%، لكن آمالها قد تتعقد بسبب حسابات روسيا ذاتها وسعيها إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من الولايات المتحدة في ما يتصل بالحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية، على ما يبدو، تعتمد على الحكومة الروسية لتهدئة التوتر بين طهران وواشنطن، فإن استعداد موسكو للدعوة إلى تطبيع كامل للعلاقات لإنهاء عقود من العداء بين الولايات المتحدة وإيران أصبح موضع تساؤل، بحسب الصحيفة.