logo
العالم

تنافس جيوسياسي.. أفريقيا في "قلب الصراع" العالمي على المعادن

تنافس جيوسياسي.. أفريقيا في "قلب الصراع" العالمي على المعادن
عمال مناجمالمصدر: رويترز
25 أبريل 2025، 4:25 م

برزت المعادن الاستراتيجية كعنصر محوري في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي الجديد، وأصبحت في صلب التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى، إذ شهد سوقها العالمي نموًا لافتًا في السنوات الأخيرة، وبلغ حجمه 320 مليار دولار عام 2022، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وأفادت الوكالة أنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب على المعادن الحيوية أكثر من مرتين بحلول عام 2030، وقد يرتفع إلى 4 أضعاف بحلول عام 2050، مما سيُسفر عن إيرادات سنوية قد تصل إلى 400 مليار دولار.

وفي ظل تزايد الطلب العالمي، ارتفعت أيضًا الاستثمارات في تطوير هذه المعادن، وبرزت الهيمنة الصينية بشكل واضح، ما يشكل تهديدًا جيوسياسيًا وأمنيًا للغرب، وينذر بتصاعد المنافسة بين الجانبين، لا سيما في القارة الإفريقية.

أخبار ذات علاقة

 مصهر معدن الليثيوم في الصين

المعادن النادرة.. أبعاد الرهان الأمريكي على كندا كبديل للصين

صراع دولي مستمر

أفاد الأكاديمي منتصر كمال، في حديثه لـ"أرم نيوز"، أن حالة عدم الاستقرار السائدة في الدول الأفريقي تُعقّد الصراع الجيوسياسي حول المعادن الحيوية.

وأوضح أن هذا التعقيد ناجم عن وجود قوى دولية متعددة مثل الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، ما يجعل المشهد أكثر تنافسية ويزيد من حدة التوترات الإقليمية.

وأشار كمال إلى أن شخصيات مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سعى إلى توسيع النفوذ في كندا وغرينلاند وإبرام اتفاقيات مع أوكرانيا بشأن المعادن، تعكس الأهمية المتزايدة لهذه الموارد في الاستراتيجيات الجيوسياسية للدول الكبرى.

عمال يبحثون عن المعادن في الكونغو

وأضاف أن الولايات المتحدة بدأت تدرك الأهمية الاستراتيجية للمعادن التي يتم إنتاجها في إفريقيا، وأعلنت عن خطط لتعزيز وجودها في هذا المجال، معتبرًا أن هذا التحول يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين واشنطن والدول الإفريقية المنتجة للمعادن.

وفي السياق ذاته، أشار كمال إلى أن بعض الدول الإفريقية حاولت استغلال هذه الديناميكية الجديدة؛ إذ عرضت جمهورية الكونغو الديمقراطية على الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى مواردها الطبيعية مقابل الحصول على دعم لتعزيز الأمن والاستقرار وإنهاء التمرد.

فرص الاستثمار الإفريقية

قالت الباحثة والأكاديمية منة صالح، في حديثها لـ"أرم نيوز"، إن القارة الإفريقية بدأت في الاستفادة من الصراعات الجيوسياسية لتعزيز الطلب على معادنها الأساسية وزيادة عائدات التصدير، مما يتيح لها الاستفادة بشكل أفضل من احتياطياتها المعدنية.

وأضافت أن هذه الديناميات تسهم في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية، مما يوفر المزيد من فرص العمل للسكان المحليين، إذ تُعد البيئة التنافسية حافزًا لجذب المستثمرين الباحثين عن موارد طبيعية غنية.

وأكدت أن هذا التطور يعزز أيضًا من إمكانية إجراء مفاوضات أكثر توازنًا بين الدول الإفريقية والدول الكبرى، مما يمكّن هذه الدول من تحقيق شروط أفضل في العقود المبرمة.

كما أشارت إلى أن استغلال الصراعات الجيوسياسية بطريقة استراتيجية يمكن أن يُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للقارة، ويجعلها لاعبًا رئيسيًا في سوق المعادن العالمي، ومؤثرًا في إعادة تشكيل معادلات القوة الاقتصادية الدولية.

أخبار ذات علاقة

جنود من الكونغو

الكونغو.. صراع على السلطة يهدد بإسقاط "صفقة المعادن" مع واشنطن

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC