ثارت مخاوف في الكونغو الديمقراطية من عودة الرئيس السابق جوزيف كابيلا، مع استمرار الاشتباكات شرقي البلاد، وأن يقود ذلك لسقوط صفقة المعادن المرتقبة مع الولايات المتحدة.
وحذرت صحيفة "تايمز" البريطانية، من أن "الصراع المستجد على السلطة في الكونغو الديمقراطية يهدد بالفعل بتقويض الاتفاق الحاصل مع الولايات المتحدة الأمريكية على استغلال المعادن في هذا البلد الواقع في شرقي أفريقيا".
ويجري كابيلا منذ أيام حراكا واسعا، يستهدف استعادة السلطة بحسب "التايمز"، ويعد الرجل حليفا لراوندا التي تتهمها كينشاسا باستضافة متمردي حركة "إم 23" ونشر قوات لها شرقي الكونغو الديمقراطية.
وتم عزل كابيلا عن الرئاسة في الكونغو الديمقراطية في العام 2019 بعد احتجاجات دامية عرفتها البلاد ضد حكمه.
وعلق الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية إبراهيم كوليبالي على الأمر بالقول إن "صفقة المعادن باتت على المحك بالفعل، لأن عودة كابيلا الذي يعد حليفا لنظام رواندا قد يجعل الولايات المتحدة تتراجع عن دعم جيش الكونغو الديمقراطية".
وقال كوليبالي لـ"إرم نيوز" إن "صفقة المعادن كانت ستوفر للشركات الأمريكية مليارات الدولارات، لكن عودة كابيلا الذي يعد حليفا للرئيس الرواندي بول كاغامي ستعني انهيار صفقة المعادن، خاصة أن الرجل متهم بدعم حركة التمرد شرقي البلاد".
وشدد على أن "مستشار الرئيس دونالد ترامب إلى أفريقيا مسعد بولس، كان قد تابع على هامش زيارته إلى القارة السمراء اتفاق المعادن مقابل الأمن، لذا أعتقد أن إدارة ترامب ستتحرك لإنقاذ هذا الاتفاق".
وسيطرت حركة "إم 23" المتمردة بشكل سريع على مدن شرق الكونغو الديمقراطية، في خطوة وضعت الحكومة المركزية في كينشاسا تحت ضغوط، ولم ينجح الجيش في استعادة تلك المدن.
واعتبر الخبير العسكري المتخصص في الشئون الأفريقية عمرو ديالو أن "هذه التطورات تأتي لتُعقد مهمة الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن كابيلا معروف بتحالفه مع رواندا، وهناك معطيات عسكرية ميدانية أيضا تعقد مهمة واشنطن مثل المراهنة على الصين الآن في الحرب مع المتمردين".
وأضاف ديالو لـ"إرم نيوز"، أن "الصين تضخ استثمارات ضخمة في قطاع المعادن وهو أمر يثير مخاوف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هناك مراقبين عسكريين كشفوا عن وجود مسيرات صينية الصنع يتم استخدامها من قبل جيش الكونغو الديمقراطية في شرقي البلاد".
وشدد على أن "الأزمة في الكونغو الديمقراطية باتت معقدة للغاية ويتداخل فيها كثير من العناصر من بينها الحديث عن وجود مرتزقة أمريكيين يتبعون شركة بلاك ووتر لدعم القوات الحكومية".