logo
العالم

بوركينا فاسو وبوروندي.. "حجر زاوية" يهز توازن القوى في القارة السمراء

علم جمهورية بورونديالمصدر: (أ ف ب)

يُثير التنافس المتزايد بين القوى الدولية على بوروندي وبوركينا فاسو تساؤلات حول دلالات ذلك، وسر تحولهما إلى ما يشبه حجر الزاوية في القارة السمراء.

ورغم أنها تتقارب بشكل كبير مع روسيا، وجدت بوركينا فاسو الواقعة في منطقة غرب أفريقيا نفسها في قلب تنافس بين القوى الغربية وبكين وموسكو.

أخبار ذات علاقة

عناصر في "إم 23" المتمردة

"أوفيرا" كلمة السر.. حمم المعارك في الكونغو تطرق أبواب بوروندي ورواندا

مواقع استراتيجية

وتشهد أفريقيا فوضى أمنية كبيرة، فيما تتنافس القوى الدولية على المعادن الهائلة التي تزخر بها القارة. 

وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، الدكتور وليد عتلم، على الأمر بالقول، إن "بوروندي ليست بمعزل عن التنافس الأوسع في القرن الأفريقي ومنطقة البحيرات الكبرى، حيث تتصارع القوى الإقليمية والدولية لتحقيق نفوذ سياسي واقتصادي واستراتيجي في هذه المنطقة الحيوية".  

وأضاف عتلم، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "التنافس الدولي في بوروندي ينبع أساسًا من موقعها الاستراتيجي، حيث تقع بوروندي في قلب منطقة البحيرات الكبرى، وهي مفترق طرق تجاري حيوي بين شرق أفريقيا والكونغو وشرق البحر الأحمر، ما يجعلها نقطة ارتكاز هامة للقوى الدولية. لذا هي نقطة حساسة على عصب التجارة العالمية، لضمان حرية الملاحة الدولية وتأمين الممرات البحرية، خاصة مع وجود قواعد عسكرية في جيبوتي وغيرها، وسط سعي الصين لتأمين موانٍ ضمن مبادرة الحزام والطريق". 

وفرة الموارد الطبيعية

وشدد على أن "هناك عاملا آخر هو وفرة مواردها الطبيعية، فالمنطقة غنية بالموارد غير المستغلة (المعادن، الزراعة)، ما يجذب استثمارات من دول مثل الصين ودول الخليج، وسط سعي القوى الكبرى لتأمين هذه الموارد.

ولفت عتلم إلى تأثير الاضطرابات الداخلية والتوترات الإقليمية (مثل العلاقات مع رواندا)، ما يجعل بوروندي عرضة للتجاذبات الدولية، وسعي قوى إقليمية للنفوذ، وتأمين طرق التجارة، واستغلال الموارد، ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية التي تعاني منها البلاد. 

وضيف عتلم"أما بوركينا فاسو، إلى جانب الموارد الطبيعية الغنية التي تسيل لها لعاب القوى الكبرى، مثل الذهب واليورانيوم، فحالة الفراغ الأمني، وضعف مؤسسات الدولة، وفشل الأنظمة المتعاقبة في بسط الأمن وتحقيق التنمية جعلها عرضة للانقلابات العسكرية".

وقال إن هذه الانقلابات أوجدت فراغًا سياسيًا وأمنيًا، ما أتاح الفرصة أمام القوى الكبرى لملء هذا الفراغ، والاستفادة من حالة عدم الاستقرار (..) مع تغير موازين القوى، مشيرًا إلى صعود وتغلغل روسي صيني، مقابل تراجع وانحسار فرنسي.

أخبار ذات علاقة

تراوري مع بوتين

وسط أزمات مركبة.. بوركينا فاسو تنوّع شراكاتها الخارجية

معادن استراتيجية

وتشهد بوركينا فاسو وبوروندي حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا، يكشف عن أهميتهما في وقت تعرف فيه أفريقيا مشكلات أمنية واقتصادية متصاعدة.

وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوليبالي، إن "التنافس الذي تعرفه بوروندي وبوركينا فاسو بات لافتًا، خاصة أن بوروندي على سبيل المثال بلد غير ساحلي، لذا يثير الانفتاح عليه تساؤلات جدية".

وأضاف كوليبالي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "سر هذا التنافس يكمن في المعادن الاستراتيجية التي تتمتع بها الدولتان، فبوروندي تزخر بثروات مهمة مثل النيكل وعناصر أرضية تستخدم في الصناعات التكنولوجية، لذا نرى تنافسًا كبيرًا حولها، شأنها في ذلك شأن بوركينا فاسو".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC