قالت صحيفة "التايمز" إن صراع النفوذ في الكونغو قد يُفسد مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على ثروات معدنية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن عودة الرئيس السابق جوزيف كابيلا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية تُغذي المخاوف من تفاقم الصراع في الحرب الأهلية الدامية، وتُهدد بعرقلة المصالح الدولية.
وأوضحت أنه بعد عودته من تدريب عسكري في الصين، وفي حين قُدِّم الضابط الشاب الوسيم، الذي شوهد إلى جانب رئيس الكونغو السابق لوران كابيلا، إلى صفوف الجيش كمستشار فحسب؛ إلا أن جوزيف كابيلا كان أكثر من ذلك بكثير.
وأضافت أن كابيلا، ابن الحاكم الذي أطاح بنظام موبوتو وسيطر على الموارد المعدنية الهائلة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، سيخلف والده، ويصبح أحد أشهر ناهبي أفريقيا المزعومين.
واليوم، بينما يعود كابيلا، الذي أُجبر على التنحي عن السلطة بعد قرابة 20 عامًا عقب احتجاجات دامية ضد حكمه العام 2019، في مهمة يصفها بمهمة حل الحرب الأهلية الدموية في البلاد، لم يكن الكثيرون على استعداد لتصديق أن دوافعه تتجاوز الثراء الشخصي ومصالح الرجل الذي يحكم رواندا المجاورة.
وقالت الصحيفة إن كابيلا، البالغ من العمر 53 عامًا، والذي فرّ من البلاد قبل ست سنوات، يُعد حليفًا وثيقًا لبول كاغامي، الرئيس الرواندي القوي المتهم بدعم تمرد حركة 23 مارس في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ كما أنه قاتل بمساعدة نفس الجماعات المتمردة التي تهدد البلاد اليوم، عندما اجتاح الأدغال للإطاحة بموبوتو العام 1997.
وفي حين حافظ ابنه على قاعدة نفوذ في شرق البلاد، الخاضع لسيطرة جماعات مسلحة يدعمها كاغامي، يأتي وجود كابيلا المزعوم في غوما، بعد مزاعم بأنه كان في كيغالي، عاصمة رواندا، ووسط مزاعم بأنه يخطط لـ"تمرد" للاستيلاء على السلطة مجددًا.
وأردفت الصحيفة أنه بالنسبة للكثيرين في الغرب، ثمة ما هو على المحك أكثر من مجرد إنهاء سفك الدماء؛ فعودة كابيلا تُهدد بعرقلة المصالح الدولية المتنامية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتشير التقارير إلى أن إريك برنس، حليف الرئيس ترامب؛ ومؤسس شركة الأمن الخاصة سيئة السمعة "بلاك ووتر"، التي باعها العام 2010 بعد الكشف عن تورطها في قتل مدنيين في العراق، قد وافق على مساعدة الحكومة المنتخبة في كينشاسا في تأمين مناجم البلاد.
وفي حين تزخر جمهورية الكونغو الديمقراطية بمعادن أساسية لصناعة التكنولوجيا العالمية، مثل الكوبالت والكولتان، أدى ازدياد الطلب الأمريكي على المعادن الأرضية النادرة، في ظل هيمنة الصين على السوق وحرب ترامب التجارية مع بكين، إلى سعي واشنطن إلى إبرام اتفاقية مع كينشاسا، على غرار اتفاقية أوكرانيا، تُعرف بـ"المعادن مقابل الأمن".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أرسل كبير مستشاريه للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، في جولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا هذا الشهر للتحقيق في اتفاقية المعادن مقابل الأمن، وللضغط على حكومة كاغامي في رواندا من أجل السلام.
وبحسب محللين، يُثير وجود برنس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قلقًا متزايدًا؛ إذ يخشون أن يُضيف المرتزقة المرتبطون بالولايات المتحدة طبقةً أخرى من التعقيد إلى الصراع في منطقةٍ تضم بالفعل مصالح دولية لا تُحصى، بما في ذلك الجيش الأوغندي، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقوات من جنوب أفريقيا في خضم الانسحاب.
وبينما تتبنى واشنطن بشكل متزايد نهجًا عدائيًا تجاه أفريقيا، حيث أفادت تقارير بأن إدارة ترامب تُجري تخفيضات حادة في جهودها الدبلوماسية، تحركت كينشاسا بسرعة ضد كابيلا وحلفائه، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، علّقت وزارة الداخلية نشاط حزبه "حزب الشعب لإعادة الإعمار والديمقراطية"، ووصفته بأنه "متواطئ في العدوان الرواندي عبر حركة إم 23".