غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان

logo
العالم

رغم الاقتصاد المحاصر.. كراكاس تعلن انتصارا مبكرا في "معركة الناقلات"

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادوروالمصدر: أ ف ب

رفعت فنزويلا، أمس الأربعاء، نبرة التحدي بوجه الولايات المتحدة، مؤكدة أن صادراتها من النفط الخام لم تتأثر بإعلان الرئيس دونالد ترامب فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المُبحرة منها وإليها، رغم التوقع بأن يتسبب القرار بقطع شريان حياة رئيس لاقتصاد البلاد على المدى القصير.

وشكّلت مصادرة ناقلة تحمل ما بين مليون ومليوني برميل من النفط الخام متجهة إلى كوبا الأسبوع الماضي تحولا في حملة ترامب ضد مادورو، في حين يهدد الحصار الأمريكي الجديد بإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد الفنزويلي المتداعي.

وفنزويلا تخضع لحظر نفطي أمريكي منذ عام 2019، ما أجبرها على بيع إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أقل بكثير، خاصة لدول آسيوية.

تنتج البلاد مليون برميل من النفط يوميا، بعدما كان الانتاج يناهز ثلاثة ملايين برميل يوميا في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

أخبار ذات علاقة

ستيفن ميلر

مستشار ترامب: فنزويلا "سرقت" صناعة النفط الأمريكية

أهداف ترامب في فنزويلا

وبحسب خبراء، أظهرت تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراءة مختلفة حول الأهداف الحقيقية للحملة ضد كراكاس، بعد أن اتهم ترامب فنزويلا بـ"الاستيلاء" على النفط الأمريكي فور "طرد" شركات بلاده من أراضيها.

وأضاف ترامب في تصريحات صحافية، اليوم الخميس، "فنزويلا أخذت نفطنا ونريد استعادته، وإرجاع  الشركات الأمريكية التي طُردت".

ويشير الخبراء هنا إلى أن غاية الرئيس الأمريكي في حملته العسكرية في البحر الكاريبي ضد نظام مادورو ليست محاربة مهربي المخدرات كما يزعم، بقدر حصد منافع اقتصادية من البلد الثري نفطيا.

قطع شريان الحياة في فنزويلا

وتوقع مراقبون أن يتسبب الحصار الذي أعلنه ترامب بقطع شريان حياة رئيس لاقتصاد فنزويلا على المدى القصير.

ويشيرون إلى أن التأثير سيظهر على المدى المتوسط إلى حد كبير من خلال معرفة كيفية تطور التوترات مع الولايات المتحدة، وما أهداف الإدارة الأمريكية في فنزويلا.

في هذا الوقت، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتجنّب مزيد من التصعيد، فيما أعربت الصين عن تضامنها مع فنزويلا ورفض "سياسة الاستقواء".

وشكّل إعلان ترامب الثلاثاء تصعيدا جديدا في حملته المستمرة منذ أشهر من الضغط العسكري والاقتصادي على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وأكدت فنزويلا، صاحبة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، أن عمليات تصدير النفط تسير كالمعتاد.

وأعلنت شركة النفط الوطنية "بيتروليوس دي فنزويلا" أن "عمليات تصدير النفط الخام ومشتقاته تجري بصورة طبيعية. ناقلات النفط تواصل الإبحار بأمان تام".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يتهم فنزويلا بـ"سرقة" النفط الأمريكي ويعد باستعادته

تطويق بأكبر أسطول

وكان ترامب أعلن الثلاثاء "فرض حصار كامل وشامل على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتخرج منها".

وحذّر قائلا إن "فنزويلا محاطة بالكامل بأكبر أسطول جُمع على الإطلاق في تاريخ أمريكا الجنوبية"، في إشارة إلى الوجود العسكري الأمريكي الكثيف في منطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك أكبر حاملة طائرات في العالم.

إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط في بداية التداولات الأربعاء في لندن على خلفية أنباء الحصار الذي يأتي بعد أسبوع من مصادرة القوات الأمريكية ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قرب ساحل فنزويلا.

ويعتمد اقتصاد فنزويلا المنهك على صادرات النفط بشكل كبير.

لكن الجيش الذي يدعم الزعيم اليساري مادورو رفع أيضا من نبرته.

وقال وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، خلال فعالية حضرها كبار القادة الذين تعهدوا بالولاء للرئيس، "نقول للحكومة الأمريكية ورئيسها إننا لا نخاف تهديداتهم الفظة والمتغطرسة". وأضاف الوزير أن "لا مساومة على كرامة هذا الوطن ولا رضوخ لأي كان".

أخبار ذات علاقة

 الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

مادورو لغوتيريش: حملة ترامب لها تبعات خطيرة على السلم الإقليمي

"تجنب تصعيد إضافي"

في آب/أغسطس، أمر ترامب بأكبر انتشار عسكري في البحر الكاريبي منذ الغزو الأمريكي لبنما عام 1989، وبرره بمكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وتقول كراكاس إن عمليات مكافحة المخدرات ما هي إلا غطاء لمحاولة الإطاحة بمادورو والاستيلاء على نفط فنزويلا.

وقد أرسل ترامب إشارات متضاربة بشأن تدخّل بلاده عسكريا في فنزويلا، لكنه يقول إنه يعتقد أن أيام مادورو باتت معدودة.

في ظل هذا التوتر، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "تجنب أي تصعيد إضافي" بين واشنطن وكراكاس، داعيا إلى "ضبط النفس والتهدئة الفورية للوضع".

كما أجرى مادورو محادثة مع غوتيريش، حذّر خلالها الرئيس الفنزويلي من أن حملة الرئيس الأمريكي ضده تنطوي على "تبعات خطيرة على السلم الإقليمي".

وفي وقت سابق، دعت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الأمم المتحدة إلى أداء دور "لمنع إراقة الدماء" في فنزويلا.

أخبار ذات علاقة

رادار أمريكي في ترينيداد وتوباغو

"في قلب التوتر".. رادار أمريكي يضع ترينيداد وتوباغو على خط أزمة فنزويلا

"نُعارض الاستقواء"

وأعرب وزير خارجية الصين، السوق الرئيسة للنفط الفنزويلي، عن تضامنه مع كراكاس، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفنزويلي.

وقال وانغ يي لنظيره إيفان خيل "تعارض الصين جميع أشكال الاستقواء من طرف على آخر، وتدعم جميع الدول في الدفاع عن سيادتها وكرامتها الوطنية. ولفنزويلا الحق في تطوير علاقات التعاون التي تحقق المنفعة المتبادلة مع الدول الأخرى بشكل مستقل"، وفق ما أوردت الخارجية الصينية في بيان.

ونددت إيران أيضا بـ"التصريحات والأفعال التهديدية الأمريكية " تجاه حليفتها، معتبرة أنها تعكس "سياسة قائمة على استخدام القوة والاستقواء الممنهج".

وأضافت الخارجية الإيرانية في بيان "يُعدّ العمل الأمريكي المتمثل في مهاجمة أو الاستيلاء على أو عرقلة حرية حركة السفن التجارية من وإلى فنزويلا مثالا واضحا على القرصنة والسطو المسلح في البحر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC