logo
العالم

وساطة جديدة من توغو لإنهاء أزمة شرق الكونغو الديمقراطية

وساطة جديدة من توغو لإنهاء أزمة شرق الكونغو الديمقراطية
قوات تابعة للجيش الكونغولي المصدر: (أ ف ب)
21 أبريل 2025، 1:02 م

في زيارة رسمية تهدف إلى تكثيف جهوده كمبعوث الاتحاد الأفريقي، وصل رئيس توغو فور غناسينغبي إلى عاصمة الكونغو كينشاسا، للتوسط في النزاع المتصاعد بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.

ويمثل هذا الدور تجديدًا للجهود الدبلوماسية بعد تولي غناسينغبي مهام الوساطة، خلفًا للرئيس الأنغولي جواو لورينسو، الذي لم يحقق تقدمًا كبيرًا منذ عام 2022.

أخبار ذات علاقة

جوزيف كابيلا

هل يخيّب صراع النفوذ في الكونغو أمل ترامب في نيل الثروات المعدنية؟

كما تأتي زيارة غناسينغبي في وقت حساس للغاية، حيث تسيطر جماعة متمردي "إم 23" على مناطق واسعة من شرق الكونغو، بينما تواجه رواندا اتهامات متكررة بدعم هذه الجماعة، الأمر الذي تنفيه الحكومة الرواندية باستمرار.

وتعكس تلك الأوضاع التوترات المتزايدة التي تهدد الاستقرار في المنطقة.

مسار الوساطة المتعثر

ورغم تعقيدات الملف، يأمل عدد من المواطنين في أن تسهم وساطة غناسينغبي في تقديم فرصة جديدة لحل النزاع، وتجديد الحوار بين الأطراف المتنازعة، فمع خبرته الدبلوماسية المتزايدة وعلاقاته المتوازنة مع جميع الأطراف، يبدو أن هناك أملًا في تحقيق تقدم ملموس في الأزمة.

وبهذا الصدد، أوضح الباحث والأكاديمي منتصر كمال، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الجهود السابقة التي قادها الرئيس الأنغولي جواو لورينسو والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، والتي قد باءت بالفشل، كان لها تأثير كبير على آراء المواطنين في جمهورية الكونغو.

وأضاف كمال أن هذا الوضع خلق شعورًا عامًّا بأن المفاوضات المستقبلية قد تكون محكومة بالفشل أيضًا، مما يزيد من حالة اليقين بعدم جدوى تلك الجهود الدبلوماسية.

 وأشار إلى أن الإخفاقات السابقة قد أضعفت الثقة في إمكانية التوصل إلى حلول فعّالة للصراع القائم.

وأكد كمال أن تعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة، وفتح قنوات حوار جديدة، تعد من التحديات الأساسية التي يجب العمل عليها، وأنه رغم عدم التفاؤل السائد إلا أن هناك حاجة ملحة لمواصلة الحوار، وإيجاد نقاط التوافق المتاحة في أسرع وقت ممكن.

أخبار ذات علاقة

عناصر في حركة "أم 23"

"انسحابات" في الكونغو الديمقراطية تمهد لجولة جديدة من المفاوضات

 التحديات والفرص

ومن جانبها، قالت الأكاديمية منة صالح، في حديث لـ"إرم نيوز"، إنه منذ عام 2021، تم التوصل إلى أكثر من 10 اتفاقيات لوقف إطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تتمتع بوفرة من الموارد الطبيعية، وتشهد صراعات ممتدة.

ومع ذلك، فإن جميع الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء النزاع قد فشلت، وفق تعبيرها.

واعتبرت صالح أن فرص نجاح الوساطة في منطقة شرق الكونغو الديمقراطية تعتمد على عدة عوامل حاسمة، تشمل إشراك جميع الأطراف المعنية بالمفاوضات، بما في ذلك الجماعات المحلية والمجتمع المدني لضمان توافق ينال قبول الجميع.

وأضافت أن دعم المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والدول المجاورة، يوفر ضغطًا إضافيًّا على الأطراف المتنازعة لتسهيل المفاوضات. 

وأشارت صالح إلى أن الوضع الأمني المضطرب في جمهورية الكونغو الديمقراطية لم يمنع ظهور تدخلات أمريكية جديدة.

 وأوضحت أن هذه التطورات تتعلق بمحادثات بين الولايات المتحدة والكونغو حول اتفاقيات للتعاون في قطاع المعادن الحيوية، حيث عرضت الحكومة الكونغولية صفقة "المعادن مقابل الأمن" للحصول على دعم أمني وتقني أمريكي.

وأكدت صالح أن هذا التحرك يشير إلى تداخل المصالح الأمنية والاقتصادية في ظل سعي كينشاسا لتعزيز سيادتها على مواردها وتنظيم قطاع التعدين بشكل أفضل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC