ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
تشهد الكونغو الديمقراطية جمودا في الجبهة العسكرية وسط عمليات انسحاب لحركة "أم 23" المتمردة، ترقباً لجولة جديدة من المفاوضات ستُعقد في العاصمة القطرية لاحقاً.
وانسحب المتمردون من بلدة واليكالي الاستراتيجية الواقعة شرق البلاد وذلك بعد أسابيع حققوا فيه تقدما كبيراً على هذه الجبهة وسط تقهقر للقوات الحكومية.
ويوصف هذا الانسحاب بأنه "بادرة طيبة" لإنجاح المحادثات المرتقبة.
ويأتي هذا التطور بعد أن كانت قطر قد استضافت أول جولة للمفاوضات بين المتمردين والحكومة الكونغولية في شهر يناير / كانون الثاني الماضي، لكن تلك الجولة لم تقد إلى تفاهمات كبيرة.
ونجح المتمردون منذ شهر يناير / كانون الثاني الماضي في السيطرة على مدينة غوما الاستراتيجية شرقي الكونغو الديمقراطية، وسقطت كذلك بوكافاو بيدهم في تطورات ميدانية متسارعة أظهرت هشاشة جيش الكونغو.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، تعليقا على هذه التطورات، إن "هذه الانسحابات خطوات على الطريق الصحيحة، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلفها، خاصة بعد زيارة مستشار الرئيس دونالد ترامب، مسعد بولس، الذي تحدث عن الاقتراب من إتمام صفقة المعادن مع الحكومة المركزية في كينشاسا".
وأضاف ديالو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "من الواضح أنه ليس لدى الولايات المتحدة ولا الكونغو الديمقراطية أي رغبة في توسيع نطاق الحرب خاصة في منطقة مضطربة أصلاً، وتعاني من تدخلات روسية وصينية متزايدة، ويبدو أن نبرة واشنطن تجاه المتمردين كانت حازمة وتدفع نحو إبرام اتفاق سلام".
ورأى أن "المتمردين رغم المكاسب التي حققوها سيستجيبون لدعوات الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الحرب خاصة أنهم يخشون تدخلا مباشرا من واشنطن التي قد تقلب موازين القوى لصالح الحكومة المركزية، سواء من خلال تسليح جيشها أو عبر التدخل مباشرةً".
وعلى الرغم من حالة التفاؤل السائدة بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين المتمردين والحكومة المركزية في الكونغو الديمقراطية، فإن مراقبين يحذرون من أن هناك صعوبات قد تقود إلى انهيار المفاوضات المرتقبة.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "هناك شروطا يضعها طرفا الصراع يمكن أن تقود بالفعل إلى انهيار المحادثات مثل ضرورة سحب الجيش النظامي لطائراته الهجومية والاستطلاعية من المناطق التي سينسحب منها المتمردون".
وتابع كايتا، لـ"إرم نيوز"، بالقول إنه "في المقابل، تشترط الحكومة المركزية انسحابا فورياً للمتمردين من بعض المناطق وهو أمر ترفضه حركة أم 23، خاصة في المناطق الاستراتيجية مثل مدينة غوما وهي أهم منطقة سيطر عليها المتمردون".
وأكد أن "كل هذه المعطيات تجعل من إمكانية إبرام اتفاق أمرا صعبا، لكن في اعتقادي قد تأتي الضغوط الأمريكية بنتائج".