مع وصول المفاوضات النووية بين واشنطن وإيران إلى المرحلة الحرجة، وقع اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رجله الفطن، "مايكل أنطون" لقيادة فريقه للمفاوضات الفنية مع إيران.
وفد أمريكي يضم 12 مسؤولا حكوميا سيكون على رأسهم أنطون ذو الأصول اللبنانية، ليتقلد الرجل منصبا جديدا في سجله الدبلوماسي الحافل في الإدارات الجمهورية الأمريكية، بدءاً من الولاية الأولى للرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، حتى إدارتَي الرئيس الحالي دونالد ترامب، الأولى والثانية.
سيكون أنطون الاسم الأبرز في المحادثات المرتقبة، السبت، في مسقط، إذ رأت وسائل إعلام إيرانية بالرجل، رسالة تشير إلى تحول في سياسة ترامب الذي اختار رجلا محافظا يحمل فكرا يتجه لتجنب التصعيد والوصول لصفقة.
سبق لأنطون أن عمل متحدثاً باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترامب الأولى من عام 2017 إلى 2021، كما عمل في مجلس الأمن القومي في ولاية جورج دبليو بوش، وهو مدير عام سابق لشركة "بلاك روك".
وفي ولاية ترامب الثانية، أصبح المدير الثالث والثلاثين لتخطيط السياسات بالخارجية الأمريكية.
وقبل العودة إلى الحكومة، كان يعمل في معهد كليرمونت، كما كان محاضراً بالسياسة في كلية هيلسديل، حيث صمم واستضاف دورة الكلية عبر الإنترنت "السياسة الخارجية الأمريكية"، ودرّس دورات في الأمن القومي والاستراتيجية الكبرى والفلسفة السياسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.
أنطون من أصل لبناني ولد عام 1969 في مدينة لوميس بولاية كاليفورنيا، ومن جامعتها حصل على درجة البكالوريوس دايفيس، كما حصل على شهادات عليا من كلية سانت جون، وجامعة كليرمونت للدراسات العليا.
وفي سن الثلاثين كان يتنقل بين المواقع الحكومية، لكن المثير أنه طاهٍ محترف، خصوصاً في المطبخ الفرنسي، إذ اكتسب تلك المهارة عندما كان يكمل دراساته العليا بكلية سانت جون في أنابوليس بولاية ماريلاند.
وعمل أنطون في تقطيع الخضراوات بمطعم محلي في باريس، وأخبر والديه أنه يريد ترك الدراسة والالتحاق بمدرسة الطهي غير أنهما رفضا ذلك.
وفي ولايتَي الديمقراطي، باراك أوباما، حيث ابتعد عن المهام الرسمية، عاش في نيويورك وقرر أن يأخذ الطبخ بشكل أكثر جدية، فتلقى دروساً في المعهد الفرنسي للطهي في مانهاتن السفلى، وعمل دون أجر، كطاهٍ في مطعم تابع للمعهد.
وخلال ولاية ترامب الأولى، استقال في 8 أبريل 2018 خلال مكالمة هاتفية مع ترامب.
وبينما كان يحزم أمتعته بمكتبه في اليوم التالي، تقدم بطلب خاص إلى رئيس الأركان الحالي، جون إف كيلي، ألا وهو أن يُسمح له بالعودة ليوم واحد للعمل كطاه في مطبخ البيت الأبيض، للمساعدة في إعداد عشاء الدولة الذي سيقدمه ترامب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، وهو ما حصل بالفعل.