logo
العالم

المعادن النادرة.. أبعاد الرهان الأمريكي على كندا كبديل للصين

المعادن النادرة.. أبعاد الرهان الأمريكي على كندا كبديل للصين
مصهر معدن الليثيوم في الصينالمصدر: رويترز
22 أبريل 2025، 5:06 ص

حدد خبراء في شؤون الطاقة والعلاقات الدولية، مجموعة من الأبعاد التي تجعل هناك صعوبة أمام الولايات المتحدة في أن تجد في كندا بديلا للصين، للحصول على المعادن النادرة التي تعد أساسية في صناعاتها التكنولوجية الدقيقة والعسكرية والفضائية، والتي كانت تستوردها من بكين، في وقت أوقفت فيه الأخيرة تصديرها في إطار الرد المماثل الخاضع للحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه رغم امتلاك كندا المخزونات الكبيرة للمواد الخام للمعادن النادرة القادرة على سد هذه الفجوة للولايات المتحدة، فإن البنى التحتية والقدرة على التصنيع والتعامل مع استخراج هذه المعادن وتأهيلها ضعيفة مقارنة باحتياجات أمريكا وحجم ما كانت تستورده من الصين .

أخبار ذات علاقة

مشغل للمعادن النادرة في جنوب الصين

طالتها رسوم ترامب.. ماذا تعرف عن المعادن الصينية "الحرجة"؟

معادن الصين 

وبيّن الخبراء أن الجارة الشمالية للولايات المتحدة، تحتاج إلى مدة زمنية ليست بالقصيرة حتى تصل إلى مستويات قريبة من حجم استخراج وتأهيل الصين لتلك المعادن النادرة، بالإضافة إلى ضرورة تغيير الكثير من القوانين البيئية في كندا، حتى تلائم عمليات الاستخراج والتصنيع بما يمكن مقارنته بما تقوم الصين بتصديره من تلك المواد الخام المهمة.

وكانت الصين قررت مؤخرا منع تصدير مجموعة كبيرة من المعادن النادرة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في صناعات حيوية، وتستورد جانبا كبيرا منها من بكين، التي أوقفت صادراتها من مغناطيسات المعادن النادرة، التي تُستخرج من باطن الأرض.

ومن أبرز هذه المعادن الأرضية النادرة اللوتيتيوم، والسكانديوم، والساماريوم، والجادولينيوم، والتيربيوم، والسكانديوم، والإيتريوم، والديسبروسيوم التي تستخدم في صناعة المحركات الكهربائية للسيارات والطائرات دون طيار والصواريخ والمركبات الفضائية والروبوتات، بالإضافة إلى تصنيع رقائق الكمبيوتر والهواتف الذكية.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية جاو فنغ

الصين تحذّر: لا صفقات مع ترامب على حسابنا

حرب الرسوم 

ويقول الأكاديمي والخبير الاستشاري الدولي في قطاع الطاقة، الدكتور دريد عبد الله، إن دول الاتحاد الأوروبي لن تتضرر من قرار وقف الصين تصدير المواد الخام النادرة التي تعد أساسية للتكنولوجيات المستقبلية والصناعات العسكرية؛ لأن المقصود بذلك الولايات المتحدة، مبينا أن صادرات الصين من الخامات النادرة يعادل 38٪ فقط من حجم ما تستورده منها أمريكا وأوروبا.

معادن أرضية نادرة

ويوضح عبدالله في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن دول القارة العجوز ليست طرفًا يواجه بكين في معركة الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة على الصين، والقرار الصادر من الأخيرة في هذا الصدد موجه للحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تتضرر فيه الدول الأوروبية هي الأخرى من هذه الرسوم التي تعمل واشنطن على فرضها.

ويستبعد عبدالله نجاح الرهان الأمريكي على كندا في الحصول على المواد الخام النادرة التي تحتاجها الولايات المتحدة في صناعاتها العسكرية والتكنولوجية الدقيقة التي كانت تستوردها من الصين التي أوقفت ذلك مؤخرا، في وقت تعتبر فيه كندا من الدول المتضررة من الرسوم الجمركية الأمريكية، وستستخدم ذلك ضمن الإجراءات المضادة في الحرب التجارية التي تشنها جارتها، بالإضافة إلى وجود اعتبارات أخرى تعرقل ذلك منها سياسية.

عوائق في الطريق

ويؤكد عبدالله أنه رغم امتلاك كندا المخزونات الكبيرة للمواد الخام للمعادن النادرة القادرة على سد هذه الفجوة لأمريكا إلا أن هناك عدة أمور تجعل الأمر صعبا، في الصدارة أن البنى التحتية والقدرة على التصنيع والتعامل مع استخراجها وتأهيلها لتلك المعادن ضعيفة مقارنة باحتياجات الولايات المتحدة وما تستخرجه وتصدره الصين.

وأشار عبدالله إلى أن كندا مازالت في بداياتها في هذا المجال ولا يمكن مقارنتها مع ما تصدره وتنتجه الصين من تلك المواد الخام النادرة، وتحتاج إلى مدة زمنية ليست بالقصيرة حتى تصل إلى مستويات قريبة من بكين في استخراج تلك المعادن، بالإضافة إلى تحسين صناعة بعض المواد الخام النادرة وتطوير تجهيزاتها، فضلا عن ضرورة تغيير الكثير من القوانين البيئية حتى تلائم عمليات الاستخراج والتصنيع.

أخبار ذات علاقة

السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شيه فينج

"الكساد الكبير".. سفير الصين لدى واشنطن يدعو لإنهاء الحرب التجارية

حماية المصالح 

فيما يعتبر الخبير في الشؤون الصينية الدولية، تشو شيوان، أن موقف بلاده مع الحرب التجارية ثابت في ظل رغبة بكين في عدم التورط بمواجهة تجارية مع الولايات المتحدة، بل تسعى إلى إجراء مفاوضات معها قائمة على 3 أسس، هي: الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والمكاسب المشتركة. 

وبين شيوان في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه خلال السنوات الأخيرة تدهورت العلاقات بين البلدين نظرًا لرغبة الولايات المتحدة في السعي إلى عرقلة التنمية الصينية، وهذا ليس على المستويات التجارية والاقتصادية فحسب، بل تمتد أيضًا إلى مجالات عسكرية واستراتيجية وتكنولوجية. 

وأكد شيوان أن بكين ستتخذ جميع الإجراءات والتدابير المضادة لمكافحة تداعيات فرض الرسوم الجمركية من قبل واشنطن، مشيرًا إلى أن فرض الصين القيود على تصدير بعض المواد الخام النادرة إلى أمريكا هو نوع من الإجراءات لحماية مصالحها، وهذا حق مكفول، وهو ما سيحمل عدة تداعيات سلبية على الولايات المتحدة في ظل ما تقوم به الأخيرة. 

ولفت شيوان إلى أن أمريكا تسعى إلى فرض رسوم جمركية على كندا أيضا، فضلا عن بعض الأزمات الأخرى التي ستعرقل تصدير هذه النوعية من المواد الخام إلى الجانب الأمريكي.

وخلص شيوان، إلى أن فرض الرسوم الجمركية من أمريكا على العالم لا يساعدها على حل المشاكل الواقعة داخلها، وستكون له انعكاسات على صناعاتها، فضلا عن الأضرار بمصالح المستهلكين والشركات الخاصة بالولايات المتحدة ويقود إلى زيادة التضخم بشكل كبير، بجانب توليد ضغوط متتالية على سلاسل التوريد الأمريكية، وكل ذلك سيرتد بالسلب على مساعيها الاقتصادية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC