الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

هل خسرت روسيا "ورقة القوقاز" بعد اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟

هل خسرت روسيا "ورقة القوقاز" بعد اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا؟
ترامب وعلييف وباشينيانالمصدر: رويترز
09 أغسطس 2025، 5:19 ص

أكد خبراء في العلاقات الدولية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يراوغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بورقة جديدة من خلال زعيمي أذربيجان وأرمينيا، بعد توقيع اتفاق سلام بين البلدين.

وأضاف الخبراء أن واشنطن بهذا الاتفاق اخترقت الحديقة الخلفية لروسيا بالتواجد في جنوب القوقاز، ليتم على إثر ذلك تحويل ممر زنغزور إلى اسم "ممر ترامب الدولي"، وهو المتواجد على الحدود بين أرمينيا وإيران.

ووقّعت كل من  أذربيجان وأرمينيا في البيت الأبيض اتفاق سلام وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي حضر مراسم التوقيع، بأنه "تاريخي".

وخلال لقائه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، قال ترامب: "سنرفع الحظر عن التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وأذربيجان".

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين رئيس الوزراء الأرميني (يسارا) والرئيس الأذربيجاني

ترامب: توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا الجمعة

زعزعة استقرار

وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا خسرت ورقة جديدة في القوقاز عبر واشنطن باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا، مشيرين إلى أن موسكو لا يمكنها فعل الكثير أمام الولايات المتحدة، لا سيما مع تخلي أرمينيا شيئاً فشيئاً عن تحالفها مع روسيا، ومن جهة أخرى، اعتياد أذربيجان في الفترة الأخيرة على علو صوتها في وجه موسكو، خاصة بعد سقوط النظام السوري.

وشددوا على أن ذهاب واشنطن إلى هذا الاتفاق بمثابة زعزعة استقرار لمنطقة جنوب القوقاز، وتحمل مصلحة أمريكية بريطانية، وستكون تركيا رأس حربة في هذا العمل على المستوى الاستراتيجي.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن استضافة زعيمي أذربيجان وأرمينيا في "مراسم رسمية تبع ذلك توقيع اتفاق سلام" في البيت الأبيض.

وفي مارس/آذار، أعلنت أرمينيا وأذربيجان التوصل إلى "اتفاق سلام" إثر مفاوضات كان الغرض منها تسوية النزاع بينهما، لكن الاتفاق لم يُوقّع، في حين طلبت باكو من يريفان الوفاء ببعض الالتزامات قبل إبرامه، بينها تعديل دستورها الذي يشير إلى "إعادة توحيد" البلاد مع ناغورني قره باغ.

إخراج موسكو

وقال مدير مركز جي إس إم للدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن الولايات المتحدة تحاول التغلغل في مناطق نفوذ روسيا الجديدة التي عادت تصعد ويعلو صوتها في الساحة الدولية لتثبت لها مناطق نفوذ من بينها جنوب القوقاز وقبل ذلك الشرق الأوسط عبر سوريا.

لذلك تحاول واشنطن إخراج موسكو من هذه المناطق عبر إجراءات مختلفة، منها العمل على إتمام هذه الاتفاقية.

وأضاف ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن زعزعة الاستقرار في جنوب القوقاز سيكون على خلفية إثنية؛ لأن المحافظات الشمالية من إيران ذات أغلبية أذرية، وبالتالي هي محاولة إيجاد موطئ قدم للولايات المتحدة في هذه المنطقة؛ ما سيعتبر تحولاً مهماً في التعامل مع موسكو.

وأشار ملحم إلى أن واشنطن تحاول اللعب على نقطة أخرى، وهي فتح ممر زنغزور بهدف ربط جزئي أذربيجان بعضها ببعض، وهو الذي يمر من الحدود الأرمينية والإيرانية، ومن المنتظر أن يسمى بـ"ممر ترامب الدولي"، لافتاً إلى أن تركيا لها مصلحة كبرى في هذا الأمر في ظل سعيها لتوسيع نفوذها باتجاه آسيا الوسطى عبر أذربيجان واختراق هذه الجبهة.

تغيرات استراتيجية

ويؤكد ملحم أن روسيا في هذا السياق لا يمكنها فعل الكثير في ظل تخلي أرمينيا شيئاً فشيئاً عن تحالفها مع موسكو، وأذربيجان في الفترة الأخيرة خاصة بعد سقوط النظام السوري باتت ترفع صوتها كثيراً أمام الروس، ولكن من المؤكد أن زعزعة استقرار هذه المنطقة جنوب القوقاز تحمل مصلحة أمريكية بريطانية، وستكون تركيا رأس حربة فيها على المستوى الاستراتيجي.

وأفاد ملحم أن روسيا خسرت ورقة جديدة في القوقاز بما سيجري عبر واشنطن بين أذربيجان وأرمينيا، ولكن قد تكون أرمينيا نقطة توافق بين روسيا وأوروبا، لا سيما أن اتفاقية السلام غير معلوم نصها حتى الآن، في ظل وجود الكثير من الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا حتى بعد خروج الأخيرة من إقليم ناجورنو كاراباخ الذي شهد نزاعاً مريراً، وقد لا توافق أرمينيا أو إيران على فتح ممر زنغزور الذي يمر بين حدود البلدين.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين خلال لقاء سابق

"فوكس نيوز" ترجح عقد قمة ترامب وبوتين في 11 أغسطس

الدور التركي

بدوره، يعتقد أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، أن هذا الاتفاق الذي يرعاه ترامب تم التمهيد له من قبل عبر اتفاقات سابقة، لاسيما الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار الذي قامت موسكو بوضع أسسه ورعايته هي الأخرى، ما يوضح أن واشنطن أضافت جوانب لإنهاء القتال ولكنه لا يحمل ضمانات واضحة.

وبين شيات، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك تيارات أرمينية لديها مجموعة من التوجهات التي تخالف العمل الرسمي والحكومي لـ"يريفان"، الذي يتبنى نهجاً مهادناً مع أذربيجان، وتعتبر أن الدور التركي كبير على المستوى الاستراتيجي، لاسيما باستعمال آليات حربية تركية في المعارك التي دارت، وتعتقد أيضاً أنه بالإمكان مع تحول في القدرات العسكرية لها أن يكون لصالحها نتائج عكسية في الحرب مع أذربيجان.

وأشار شيات إلى أن هذا الاتفاق يعتبر لموسكو أن الولايات المتحدة تقوم بعمليات "تنظيف" أو "تشطيب" عملية أمام منزلها، حيث تعتبر هذه المنطقة حديقة خلفية لروسيا، ومن المفترض أنها لا تريد أن يكون هناك قدم استراتيجي لواشنطن على الأقل في محيطها.

واستكمل شيات أن روسيا لن تقبل أن تكون هذه الأماكن التي تعتبرها تابعة لعمل استراتيجي أمريكي غربي، وهو ما يتطلب ترقباً بأن تذهب موسكو إلى اتجاهات أخرى تتعلق بمسارات النزاع التي لها أكثر من شكل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC