شي لزعيم كوريا الشمالية: بكين راغبة في تعزيز التواصل الاستراتيجي مع بيونغ يانغ
رأى أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة طهران، حمزة صفوي، أن بلاده لا يمكنها الاعتماد على روسيا كركيزة أمنية أساسية، داعياً في الوقت ذاته صانع القرار في إيران إلى إعادة تقييم اعتماد طهران على موسكو ومراجعة العلاقة معها.
وقال صفوي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن التجربتين السورية والأرمينية كشفتا حدود الدور الروسي، موضحًا أن طهران أدركت من خلال هذين الملفين أنها لا تستطيع النظر إلى موسكو كضامن مطلق لأمنها القومي.
وأضاف: "في الملف السوري، قبل سقوط نظام بشار الأسد، ورغم الشراكة العسكرية والسياسية بين إيران وروسيا لدعم دمشق، إلا أن التنسيق بين الطرفين لم يكن دائمًا متناغمًا"، مبينًا أن "روسيا فضّلت أحيانًا مصالحها الاستراتيجية الخاصة، بل وفتحت قنوات مع أطراف أخرى مثل إسرائيل، بما يحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا".
وأشار إلى أنه "في أزمة ناغورني قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، امتنعت موسكو عن تقديم دعم عسكري حاسم لحليفتها التقليدية أرمينيا، واكتفت بالتوسط في اتفاق أفضى إلى خسائر كبيرة ليريفان، ما كشف حدود التزاماتها الأمنية تجاه حلفائها".
وحث الخبير الإيراني صانع القرار في بلاده على تبني سياسة خارجية جديدة وتوسيع دائرة الشراكات الأمنية، بدلاً من وضع كل الرهانات على روسيا في ظل تقلبات سياساتها الدولية.
وعن الاتفاقيات التي وقعتها طهران مع موسكو على مدى السنوات الماضية، وكان آخرها منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، حيث وقع الرئيس مسعود بزشكيان، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اتفاقية شراكة شاملة، أجاب صفوي أن "الاتفاق الموقّع بين إيران وروسيا في عهد حكومة بزشكيان استبعد بند التعاون العسكري الذي كان جزءًا أساسيًا من اتفاق عام 2001".
وأوضح أن الاتفاق القديم كان ينص على التزام موسكو بدعم طهران عسكريًا في حال تعرضها لهجوم خارجي، بما في ذلك تزويدها بالأسلحة ومنع أي دعم عسكري لخصومها، فضلاً عن مساندتها في مجلس الأمن.
وأضاف صفوي "هذه الفقرة حُذفت بطلب من الجانب الإيراني، وهو ما أكده الرئيس بوتين خلال القمة في سانت بطرسبورغ".
وبشأن الدعم الروسي، اعتبر صفوي أن مواقف بوتين تجاه إيران لا تزال "متحفظة" ومرتبطة بحسابات أوسع، منها وجود جالية روسية كبيرة داخل إسرائيل وتأثير ذلك على قرارات الكرملين، منوّهًا إلى أن موسكو لم تنظر يومًا إلى علاقاتها مع طهران بشكل استراتيجي.
وتابع الخبير "لو كان بوتين جادًا في دعم إيران، لكان سلمها منظومات إس-300 أو إس-400 أو طائرات سوخوي-35 على الأقل مقابل الطائرات المسيّرة التي حصل عليها في حربه الجارية مع أوكرانيا، لكن التجربة أثبتت أن هذه التوقعات غير واقعية".
وأضاف أن روسيا، الساعية لإنهاء حرب أوكرانيا، لن تُغضب واشنطن أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ملمحًا إلى أن الكرملين ربما يجد مصلحة في تجدد الحرب الإسرائيلية ضد إيران برعاية أمريكية، لما تحققه من ارتفاع أسعار النفط وانشغال واشنطن بالصراع.