قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية عميقة، أعلنت إيران وجنوب أفريقيا عن تعزيز التعاون العسكري، عقب اجتماع رفيع المستوى في طهران جمع قائد قوات الدفاع الجنوب أفريقية، الجنرال رودزاني مافوانيا، وكبار قادة الجيش الإيراني، على رأسهم رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي.
تعزيز التعاون العسكري والدفاعي
وخلال اللقاء، أكد موسوي استعداد إيران لتطوير التعاون العسكري والدفاعي مع جنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن "الحرس الثوري" يُعدّ أكبر قوة لمكافحة الإرهاب في العالم، وأن لدى إيران خبرات عسكرية وتقنية يمكن مشاركتها لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
من جانبه، وصف الجنرال مافوانيا التعاون بأنه "خطوة استراتيجية" تعكس التزام جنوب أفريقيا بالأمن الإقليمي، مشيرًا إلى الروابط التاريخية بين البلدين منذ دعم إيران لنضال جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري.
كما استعرض الطرفان فرص تبادل الخبرات العسكرية والتقنية، مؤكدين التوافق الأيديولوجي ودعم القضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشاد مافوانيا بالزيارة الأخيرة لأسطول بحري إيراني إلى جنوب أفريقيا، معتبرًا إياها دليلًا على متانة العلاقات وتشجيعًا لاتخاذ خطوات عملية لتعميق التعاون العسكري.
أبعاد استراتيجية وجيوسياسية
تأتي هذه التحركات في سياق تعزيز العلاقات بين إيران ودول مجموعة "بريكس"، بما في ذلك البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى دول مثل مصر وإثيوبيا وإندونيسيا والإمارات. وتسعى هذه التحالفات لتشكيل تكتل اقتصادي وسياسي ينافس الهيمنة الغربية على الساحة الدولية، وهو ما قد يثير قلق واشنطن وحلفائها.
كما أن إيران، رغم العقوبات الغربية والضغوط الاقتصادية، تسعى لتوسيع نفوذها الإقليمي والدولي من خلال هذه التحالفات، بينما تواجه جنوب أفريقيا تحديًا دبلوماسيًا صعبًا، إذ تحاول إبرام اتفاقيات تجارية وجمركية مع الولايات المتحدة عبر قانون النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)؛ ما قد يجعل تعزيز التعاون العسكري مع إيران مسألة حساسة تؤثر على مصالحها الاقتصادية.
التوتر مع الغرب والقضايا الحساسة
وأدان اللواء موسوي ما وصفه بجرائم الحكومة الإسرائيلية في غزة، مرحّبًا بخطوة جنوب أفريقيا برفع دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، واصفًا الضغوط الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران بأنها "انتهاك للقانون الدولي".
كما حذر من أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة للرد بقوة أكبر على أي عدوان مستقبلي.
وردًا على ذلك، أكدت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في بريتوريا أن تصريحات الجنرال مافوانيا لا تعكس الموقف الرسمي للحكومة، وأن السياسة الخارجية تحددها الرئاسة بالتنسيق مع الوزارة، مشددة على أهمية اتساق الرسائل الدبلوماسية في ظل تجدد النقاش حول علاقات جنوب أفريقيا مع الولايات المتحدة.
نحو شراكة استراتيجية مستقبلية
مع استمرار المناقشات الدولية، يبدو أن إيران وجنوب أفريقيا بصدد بناء شراكة استراتيجية قد تعيد رسم التحالفات الدولية، مع التركيز على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي في مواجهة التحديات العالمية.
هذه الخطوة، رغم ما تثيره من توتر محتمل مع الغرب، تؤكد رغبة البلدين في توسيع نفوذهما الإقليمي والدولي وفرض حضورهما على المسرح الدولي.