استبعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اندلاع حرب وشيكة في المنطقة، لكنه شدد على ضرورة بقاء طهران في حالة استعداد كامل لأي طارئ.
وجاءت تصريحات الوزير الإيراني في مقابلة تلفزيونية خلال وجوده في محافظة كربلاء العراقية، التي يقصدها الملايين من الزوار بمناسبة زيارة الأربعينية.
وأوضح الوزير عراقجي أنه "قبل الحرب الأخيرة، التي استمرت 12 يومًا (من شهر حزيران/يونيو الماضي)، كانت لدي مؤشرات إقليمية ودولية جعلتني أعتقد أن الحرب وشيكة، أما الآن فليست لدي هذه القناعة".
وأضاف: "هذا رأي مهني مبني على 40 عامًا من الخبرة في العلاقات الدولية، وقد أكون مخطئًا، لذلك لا يجب الاكتفاء بكلامي، بل يجب أن نستعد لكل الاحتمالات".
وأكد الوزير الإيراني أن النقاش حول احتمال الحرب حاضر في مختلف الأوساط الإيرانية، من العائلات إلى الجامعات، محذرًا من "محاولات الأعداء إبقاء إيران في أجواء حرب نفسية"، كما بيّن أن "إدارة الرأي العام ومنع التلاعب به لا يقل أهمية عن الجاهزية العسكرية".
ويأتي ذلك في ظل تعثر المفاوضات التي جرت في روما بين طهران وواشنطن، حيث قدم الجانب الأمريكي مقترحًا يتضمن خفض تخصيب اليورانيوم إلى 2% لفترة مؤقتة، مقابل بناء محطات نووية جديدة لإيران، مع إغلاق أهم منشآتها في "نطنز" و"فردو" وتفكيك أجهزة الطرد المركزي المتطورة.
وردت طهران بالتأكيد على حقها في التخصيب حتى 3.67% والموافقة على إنشاء كونسورتيوم إقليمي للتخصيب على الأراضي الإيرانية، مع اشتراط رفع العقوبات الاقتصادية وضمانات أمريكية.
وساهمت الأجواء الدبلوماسية قبل الهجوم الإسرائيلي الأخير في تقليل تقديرات الخطر، حيث كان يُعتقد أن أي عمل عسكري سيأتي بعد جولة مفاوضات جديدة، لكن العملية الإسرائيلية وقعت بدعم أمريكي كامل، قبل أيام من المواعيد المقترحة لاستئناف المفاوضات.
ر.