الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
ذكر موقع "يوروأكتيف"، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تمويل تطوير معترضات للصواريخ فرط الصوتية، في ظل نقاش داخلي حول الاكتفاء بتمويل مشروع واحد فقط ضمن هذا المجال الحيوي.
ونقل الموقع عن 3 مصادر، لم يسمّها، أن هناك مشروعين متنافسين لتطوير صواريخ اعتراضية، تروّج لهما كل من شركة "ديل" الألمانية وشركة "إم بي دي إيه" الفرنسية.
ووفق "يوروأكتيف"، قررت المفوضية الأوروبية تمويل مشروع واحد فقط ضمن برنامج عملها لعام 2026 في إطار صندوق الدفاع الأوروبي، وهو ما سيضع المشروعين أمام خيارين لا ثالث لهما: الاندماج في مشروع موحّد أو خوض منافسة مباشرة للفوز بالتمويل.
ويعود إطلاق المشروع الأول، "HYDEF"، إلى عام 2022، بقيادة مجموعة "سينر" الإسبانية، وبشراكة مع شركة "ديل" الألمانية التي تتولى التنسيق التقني. أما المشروع المنافس "HYDIS"، فقد انطلق عام 2023 بقيادة شركة "إم بي دي إيه" الفرنسية.
وتكمن المفارقة في أن "إم بي دي إيه" كانت تُعد المرشح الأوفر حظاً للفوز بالمناقصة الأولى عام 2022، لا سيما أنها كانت تعمل مسبقاً على مشروع خاص للدفاع ضد الصواريخ فرط الصوتية، فضلاً عن قيادتها مشروع نظام إنذار مبكر فضائي.
وفاجأت المفوضية الأوروبية الأوساط الصناعية باختيار مشروع "سينر–ديل" ومنحه تمويلاً بقيمة 110 ملايين يورو، ما دفع الشركة الفرنسية إلى تقديم استئناف قانوني، إضافة إلى ممارسة ضغوط سياسية عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى إثر ذلك، أنشأت المفوضية مشروع "HYDIS" ومنحته لشركة "إم بي دي إيه" من دون مناقصة تنافسية، تحت ذريعة استراتيجية "المصادر المزدوجة".
ويشير الموقع إلى أن المتنافسين يقفون اليوم أمام خيارين حاسمين: الاندماج أو المواجهة المباشرة، غير أن خيار الاندماج لا يخلو من تعقيدات، إذ يثير إشكالية جوهرية تتعلق بالجهة التي ستتولى قيادة البرنامج، في مفاوضات يُتوقع أن تكون شديدة التوتر، على غرار النزاع الصناعي القائم حالياً بين العملاقين الألماني والفرنسي في إطار تطوير نظام المقاتلة الأوروبية المستقبلية "FCAS".
ومن المرتقب أن تنشر المفوضية الأوروبية خطط التمويل الرسمية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، فيما ستكون أمام الشركات المعنية مهلة حتى فصل الصيف لحسم خياراتها في سباق يحمل تداعيات سياسية وصناعية عميقة على مستقبل الدفاع الأوروبي.