قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الخلاف الفوضوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك كشف عن حدود التضامن الذي يجمع اليمين العالمي.
وذكرت الصحيفة أن الصراع الدائر بين ماسك وترامب يبرز توترًا محرجًا للقوميين في أماكن أخرى، في ظل صمت حلفائهما الأجانب.
وأردفت: "شكّل تحالف ماسك وترامب الشراكة الأبرز في ولاية ترامب الثانية؛ حيث ربط القاعدة الشعبوية الجمهورية بيمين التكنولوجيا فاحش الثراء، وبدا أنه يُجسّد روح العصر غير الليبرالية الناشئة في القرن الحادي والعشرين".
وفي حين لعب ماسك دورًا هامًا في تعزيز حظوظ ترامب الانتخابية في العام 2024؛ احتضن الرئيس صديقه وداعمه الملياردير كرفيق سلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بينما التزمت جميع الشخصيات اليمينية الصمت بشأن ترامب وماسك منذ يوم الخميس، يُبرز الصراع الدائر توترًا محرجًا للقوميين في أماكن أخرى".
وتابعت: "في حين يرحّبون بصلاتهم بترامب، الذي برز في طليعة جيل جديد من السياسيين غير الليبراليين الناجحين في الغرب، يُقدّرون، على الطرف الآخر، الدعم الذي قدّمه ماسك، الذي ساعدت منصّته وحلفاؤه في وادي السيليكون في توجيه الناخبين الشباب، وخاصة الرجال، نحو اليمين في السنوات الأخيرة".
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن الانقسام بين ترامب وماسك يُظهر أيضًا، رغم أن بعض القوميين الأوروبيين هلّلوا لجرأة ترامب، حتى عندما تتعارض الرسوم الجمركية مع مصالح بلدانهم، حدود التضامن الذي يجمع اليمين العالمي؛ إذ استنكر ماسك رسوم ترامب الجمركية وحروبه التجارية، التي حذّر من أنها تقود الولايات المتحدة نحو ركود وشيك.
وأشاد ماسك، مُخالفًا لتوجّهات العديد من صقور الجمهوريين، مرارًا وتكرارًا بالصين؛ وهي سوق رئيسة لشركته المتعثرة، تيسلا، لبراعتها الاقتصادية وابتكارها.
لكن تقدير الملياردير للعاملين الأجانب في مجال التكنولوجيا والطلاب الدوليين المُجتهدين في الولايات المتحدة خلق احتكاكًا مع المتشدّدين في تقييد الهجرة في فلك ترامب؛ حيث وجد الكثير منهم قضية مشتركة مع أجندة اليمين المتطرف الأوروبي المناهضة للهجرة.
ورغم أن ماسك ونظراءه من الأثرياء للغاية في صناعة التكنولوجيا لا يزالون يرون أن السياسيين اليمينيين هم الأكثر احتمالًا للتعاون لصالح مصالحهم التجارية وتفضيلاتهم السياسية، فإنّه لا يوجد شيء لا يمكن المساس به بشأن ارتباطهم بحركة ترامب.
وقالت الصحيفة إن خصوم الولايات المتحدة المفترضين يُراقبون الوضع بذهول؛ فعلى جانب الصين، وقبيل جولة جديدة من المحادثات التجارية مع واشنطن، رفضت وزارة خارجيتها التساؤلات حول انفصال ترامب وماسك، واصفةً إياها بـ"شأن داخلي" للولايات المتحدة.
وفي روسيا، بدا المسؤولون في الكرملين وغيرهم من المرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر استمتاعًا بتصاعد الخلاف، وفق الصحيفة أيضًا.