وضع قرار جديد أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مواطني 22 دولة أفريقية على حافة الحظر الشامل من دخول الولايات المتحدة.
يأتي ذلك فيما تواصل إدارة ترامب استهدافها للمواطنين الأجانب في البلاد، وهو نهج يتبعه ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض، ما أثار تساؤلات حول سبب تشديد هذه القبضة، بحسب خبراء.
ويرى الباحث السياسي الفرنسي في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) والمتخصص في العلاقات بين أفريقيا والدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، فرانسوا غيجيه، أن "ترامب يتبنّى رؤية مبسطة وخطيرة للهجرة، يربط بين أفريقيا والفوضى وعدم الاستقرار الأمني".
وأضاف غيجيه لـ"إرم نيوز": "بالنسبة له، أي دولة لا تمتلك نظامًا أمنيًا دقيقًا تُعد تهديدًا محتملاً، لذلك فإن الاستهداف ليس شخصيًا بقدر ما هو نتاج لرؤية أيديولوجية تستند إلى الخوف".
ومن جهتها، قالت آن لور ديفين، محللة في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، إن "القارة الأفريقية في نظر ترامب تمثل مصدرًا للهجرة 'غير المرغوب فيها'.
وأضافت أن الخطاب المحيط بالهجرة الأفريقية يتم تقديمه في الولايات المتحدة كخطر اقتصادي وثقافي.
وأشارت لور ديفين لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك بُعدًا عنصريًا واضحًا في سياسات ترامب تجاه أفريقيا، خاصة بعد تصريحاته المهينة خلال فترته الأولى حول "الدول القذرة".
ووفقًا لما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" في منتصف مارس، فإن إجراءً جديدًا يهدف إلى تقييد شروط دخول الولايات المتحدة بشكل جذري لمواطني 43 دولة، 22 منها تقع في القارة الأفريقية.
ورغم أن الإجراء لم يُعتمد بعد ويبقى قابلًا للتعديل، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية وضعت بالفعل قائمة أولية تقسم هذه الدول إلى ثلاث فئات: الفئة الحمراء: مواطنو 11 دولة (بينها السودان، والصومال، وسوريا) ممنوعون تمامًا من السفر إلى الولايات المتحدة.
والفئة البرتقالية: تخص 10 دول (مثل سيراليون، وإريتريا، وميانمار وروسيا) ويُسمح لمواطنيها فقط بالسفر لأغراض العمل.
والفئة الصفراء: تشمل 22 دولة (من بينها موريتانيا، وبنين، وغامبيا، وتشاد، والرأس الأخضر)، تُمنح مهلة 60 يومًا لمعالجة "نواقصها الأمنية" عبر مشاركة معلومات عن المسافرين أو تعديل إجراءات منح جوازات السفر، وإلا فسيتم نقلها إلى الفئة الحمراء.
وتُعد هذه القيود الجديدة أشدّ من "الحظر للدول الإسلامية"، وهو مرسوم مثير للجدل صدر خلال الولاية الأولى لترامب عام 2017، وكان يستهدف مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة (السودان، وسوريا، وليبيا، واليمن، والعراق، وإيران، والصومال)، ومنع دخولهم بحجة مكافحة الإرهاب.
وأفاد تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية أن حملة ترامب الأولى طالت مواطنين يحملون تأشيرات سارية أو بطاقات إقامة.
ورأت المجلة أن القيود لم تقتصر على شمال السودان. ففي أبريل الماضي، ألغت واشنطن جميع تأشيرات مواطني جنوب السودان، بعد ترحيل مهاجر واعتباره خطأً من أصول جنوبية، ليتضح لاحقًا أنه كونغولي.
منذ أزمة الحدود الجنوبية لأمريكا عام 2022، أُدرجت موريتانيا ضمن الدول الأكثر إرسالًا للمهاجرين غير النظاميين. ويُقدّر عدد الموريتانيين المُهددين بالترحيل بنحو 3800 شخص.
وبحسب صحيفة "ذا تايمز"، ارتفعت أعداد المهاجرين الأفارقة نحو الحدود الأمريكية بشكل غير مسبوق في 2023، وكان نصفهم من موريتانيا والسنغال.