كشف تقرير حديث أن تنظيم "داعش"، رغم إعلان انهيار خلافته في العراق وسوريا، فإنه نجح في إعادة تشكيل نفسه كتهديد رقمي عالمي يعتمد على التطرف الفردي والدعاية الشبكية؛ ما جعله أقل مركزية وأكثر صعوبة على الاحتواء.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الهجمات تصاعدت في الغرب الذي شهد تحولًا واضحًا في طبيعة الهجمات الإرهابية؛ فقد نُفِّذت 93% من الهجمات القاتلة في السنوات الـ5 الماضية من قبل أفراد لم يكن لهم ارتباط تنظيمي مباشر بـ"داعش"، غير أنهم تأثروا بأيديولوجيته عبر الإنترنت.
ويعتقد محللون أن التنظيم لجأ لاستخدام شبكة من منصات التواصل، و"دارك ويب"، وأدوات الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية، وتعليم صناعة المتفجرات، واستهداف الشباب الأكثر انفتاحًا على الرسائل المتطرفة.
وبحسب مصادر فإن الهجمات الأخيرة، مثل اعتداء سيدني على شاطئ "بوندي"، أظهرت كيف استطاع التنظيم تحويل الصراعات الإقليمية، مثل الحرب في غزة، إلى حافز لأعمال عنف عالمية.
وبينما فقد "داعش" سيطرته على الأراضي في الشرق الأوسط، فإن انتشاره الرقمي منحه قدرة استثنائية على البقاء في دائرة الخطر الدولي، حيث أصبحت شاشات الحواسيب والهواتف الذكية ساحته الجديدة.
وأشار الخبراء إلى أن التنظيم أصبح أكثر قدرة على التكيف مع الرقابة الرقمية؛ إذ عمل على تبديل حساباته وتعديل محتوى رسائله لتفادي الحظر، من خلال الاستفادة من منصات التراسل المشفرة لنشر تعليماته؛ ما يجعل مواجهة "داعش" اليوم أكثر تعقيدًا من المواجهة العسكرية التقليدية التي أنهكت التنظيم ميدانيًا.
ويرى مراقبون أن "داعش" اليوم ليس قوة ميدانية فحسب، بل أصبح علامة على كيف يمكن للإرهاب أن يتحول إلى تهديد رقمي عالمي، حيث يصبح الأفراد في كل مكان الخطر الأكبر، مستغلين أدوات العصر الرقمي للتجنيد والتحفيز والقتل.