logo
العالم العربي

"المونيتور": قصف الدروز يثير مخاوف "حرب أهلية" في سوريا

"المونيتور": قصف الدروز يثير مخاوف "حرب أهلية" في سوريا
قوات الأمن السوريةالمصدر: رويترز
04 مايو 2025، 8:47 ص

ذهب تقرير لصحيفة "المونيتور"، إلى أن تعرّض الدروز للقصف في جنوب سوريا يُثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلاد.

وقالت الصحيفة، إن احتمالية اندلاع صراع طائفي كبير في سوريا استحوذت على اهتمام تركيا؛ التي وطدت علاقاتها ودعمت الحكام الجدد، وإسرائيل؛ التي لا تأمن جانب الشرع ومُقاتليه؛ وتخشى من تزايد النفوذ التركي في سوريا.

وبحسب الصحيفة، اندلعت اشتباكات في ضاحية جرمانا بدمشق يوم الاثنين، عندما دخل مسلحون سُنة من المناطق المجاورة المدينة، ما أدى إلى اشتباك مسلح مع الدروز؛ ولتمتد الاشتباكات يوم الأربعاء إلى صحنايا المجاورة ومحافظة السويداء الجنوبية.

أخبار ذات علاقة

قوات الأمن العام في أشرفية صحنايا

المرصد السوري يكشف رقما مفزعا لضحايا أحداث جرمانا وصحنايا

"إبادة جماعية

وفي حين أدان الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الديني الدرزي السوري، يوم الخميس ما وصفه بـ"هجوم إبادة جماعية غير مبرر" ضد الطائفة، ودعا القوات الدولية إلى "التدخل"، مؤكدا أنه لم يعد يثق بالحكومة، قائلًا في بيان: "الحكومة لا تقتل شعبها".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا يوم الجمعة، إن 109 أشخاص على الأقل قتلوا منذ بدء القتال، بمن في ذلك مقاتلون حكوميون ومسلحون دروز ومدنيون.

وفي هذا السياق، قال خبراء إن الاشتباكات الأخيرة بين مسلحين سنة ودروز في جنوب سوريا لديها القدرة على إشعال صراع طائفي كامل النطاق في البلاد، مع قيام الحكومة الجديدة بنشر المزيد من القوات في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أعلنت يوم الأربعاء أن قواتها قصفت "مجموعة متطرفة" كانت تستعد لمهاجمة الدروز في صحنايا، تماشيا مع تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فبراير/ شباط بحماية الدروز في جنوب سوريا.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

"سنرد بقوة".. إسرائيل تحذر سوريا من استهداف الدروز

جروح الحرب الأهلية

وفي حين ردت دون ذكر إسرائيل بالاسم، أكدت وزارة الخارجية السورية رفضها "جميع أشكال التدخل الأجنبي". وأشارت إلى أن الدروز، الذين يبلغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة في سوريا، تعرضوا للتهميش في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، لكنهم ظلوا محايدين إلى حد كبير خلال الحرب الأهلية. 

وتوقعت بحسب محللين أنه رغم  تجدد العنف بسبب الإساءة المزعومة للنبي محمد، فإن السبب الأساسي ينبع من جروح الحرب الأهلية السورية.

وقال نيكولاس هيراس، المدير الأول في معهد نيولاينز في واشنطن، إن حجم وضراوة الاشتباكات يُشيران إلى أن هذه الاضطرابات هي في الأساس استمرار للسياسة التي سادت في حقبة الحرب الأهلية.

وأضاف هيراس أن بعض السوريين يربطون الدروز بالأسد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الحكومة جندت أعضاء المجتمع الدرزي في الجيش خلال الحرب ضد "هيئة تحرير الشام" وغيرها من المعارضة.

أخبار ذات علاقة

قوات أمنية سورية

أحداث جرمانا وصحنايا.. هل كشفت "هشاشة" المرحلة الانتقالية في سوريا؟

العنف الطائفي

ولفتت الصحيفة إلى أن الاشتباكات في الجنوب تُعد أحدث مثال على العنف الطائفي في سوريا منذ أن أطاحت "هيئة تحرير الشام" بالأسد؛ ففي مطلع مارس/ آذار، قُتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين العلويين، في هجمات شنّها مقاتلون موالون للحكومة في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين.

وفي حين يُعدّ الأكراد والإيزيديون والمسيحيون من بين الأقليات في سوريا، بالإضافة إلى الدروز، الذين تعرضوا للاضطهاد في العقود الأخيرة؛ ويُعتبرون الأكثر "عُرضة للخطر" في حال تصاعد العنف الطائفي، تتكون غالبية السكان من العرب المسلمين السنة. 

ورقة الدروز

وخلصت الصحيفة إلى أنه في حين يُشكل الدروز في سوريا "اهتماما خاصا" بالنسبة لإسرائيل بسبب الدور الذي يلعبه المجتمع الدرزي في المجتمع الإسرائيلي فضلا عن مخاوف الدروز الإسرائيليين بشأن الوضع في سوريا.

وبينما قد يُصبح الدفاع عن الدروز في سوريا مع مرور الوقت وسيلةً يستخدمها نتنياهو لتوسيع التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية. دعت تركيا، التي تحتفظ بوجود عسكري في شمال سوريا، والتي تدهورت علاقاتها مع تل أبيب منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إسرائيل إلى وقف تنفيذ الضربات في البلاد.

ويبدو أن تصرفات الجيش الإسرائيلي في سوريا ترجع جزئيا إلى المخاوف بشأن النفوذ التركي المتزايد في البلاد.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC