ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
كشفت الفوضى الدامية التي عاشتها أطراف العاصمة السورية دمشق، وتحديدًا في بلدات جرمانا وصحنايا، عن حجم الهشاشة التي تطبع المرحلة الانتقالية، بحسب خبراء.
وأشارت قراءات تحليلية إلى اشتباكات عنيفة متنقلة، بدأت في الجامعات، وتوسعت لتشمل مجموعات محسوبة على وزارة الدفاع السورية ومسلحين دروز، وخلّفت قتلى وأعدادًا غير قليلة من الجرحى منهم قوات أمنية.
ووصفت هذه القراءات ما حصل في سوريا بأنه يوازي في خطورته وآثاره السلبية ما كان حصل في الساحل السوري، بل ويفوقه في الآثار السلبية التي قد تطيل فترة العقوبات الدولية، وتؤخر استكمال الشرعية وصولًا إلى الاستقرار والتعمير.
أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسين أبو وردة يرى، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الطريقة التي انفجرت بها الأزمة لأسباب طائفية، وخط السير الذي تنقلت به سريعًا بين المحافظات السورية لتنتهي رهينة للوساطات العربية، هو النموذج المرعب لطرائق تصنيع الأزمات وملء الفراغ الوطني بها"، بحسب قوله.
ويسجل أبو وردة أن "خط سير الأزمة الأخيرة الذي بدأ في جامعة حمص ثم انتقل إلى جامعة دمشق، مرورًا بصحنايا، لم يلبث أن انتقل إلى محافظة السويداء مرورًا إلى الجولان وصولًا إلى لبنان، حيث تولى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط شبكة وساطات عربية يفترض أن تكون انتهت باتفاق تسوية أو مصالحة شاركت فيه عدة دول عربية".
ومن جانبه، يتفق المحلل لطيف أبو نبوت، في قراءة الاشتباك الأخير بين قوى الأمن السوري والفصائل الدرزية بأنه "الأخطر من نوعه والأعلى صوتًا في التحذير من مغبة الخروج عن السيطرة".
ويتناول أبو نبوت ما حصل من زاوية أخرى وهي "سوية الدور الإسرائيلي في تلغيم الملف الدرزي ضمن المشهد السوري. فقد تزامنت اشتباكات صحنايا مع تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي، فوق دمشق بشكل استعراضي وعلى علو منخفض، في رسالة مباشرة إلى الإدارة بإصرار تل أبيب على التدخل في الشأن السوري تحت عباءة حماية الدروز".
وفي الوقت الذي كانت تجري فيه الأحداث بصحنايا وتنتقل إلى السويداء، جرى فتح البوابة السورية الحدودية مع الأراضي المحتلة في الجولان المحتل لمساندة الدروز في أشرفية صحنايا.
وقبل ذلك كان المرجع الديني الدرزي، حكمت الهجري، أصدر بياناً حمل فيه على النظام السوري الجديد، قائلًا إن "الشعب السوري لم يجنِ حتى الآن ثمار الانتصار، حيث لم ينعقد مؤتمر شعبي حر صحيح، ولم تتم صياغة دستور يرضي عطش الشعب لتصحيح مساراته وتوجيهها، كما لم يُبنَ شيء على مبادئ سليمة".
وأضاف: "ما زلنا تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء.. أين هو الأمن الذي وُعدنا به وسط استمرار التحريض الطائفي من دون محاسبة أو توجيه ولا إدانة من أحد؟".
أما الزعيم الروحي الدرزي في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، فقد قال، إن "عيون وقلوب أبناء الجالية الدرزية في إسرائيل مع الضحايا الدروز في سوريا"، ودعا إسرائيل والمجتمع الدولي إلى التحرك فورًا لمنع وقوع مجزرة، قائلًا: "لا ينبغي لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الأحداث الجارية الآن"، وناشد القادة الإسرائيليين: "عليكم تحمل عبء الإثبات والعمل".