أكد الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط، اللواء الدكتور سمير فرج، أن إسرائيل غير قادرة على مهاجمة إيران بمفردها، مهما تلقت من دعم عسكري أمريكي، مشيرًا إلى أن أي هجوم من هذا النوع سيحوّل المنطقة إلى جحيم.
وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أوضح فرج أن إسرائيل تحاول منذ عهد الرئيس باراك أوباما وحتى اليوم، دفع الولايات المتحدة للمشاركة في هجوم ضد إيران، لكن واشنطن ترفض ذلك، لأن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي، "فبرنامجها النووي هو ما تبقّى لها، ودونه ستنتهي تمامًا".
وأشار إلى أن إيران، رغم خسارة بعض أذرعها في المنطقة، ما زالت تملك من القدرات ما يجعلها فاعلًا خطيرًا، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي سبق أن استخدمتها.
ولفت إلى أن "إسرائيل تدّعي أن لديها منظومات قادرة على اعتراض تلك الصواريخ، لكن التجربة الأخيرة لم تؤكد ذلك على الإطلاق".
وحذّر فرج من أن إيران قد ترد بإغلاق مضيق هرمز رغم وجود قطع بحرية أمريكية هناك، بل وقد تفتعل أزمة أخرى في مضيق باب المندب، وهو ما سيُوجّه ضربة قاسية لسوق النفط العالمي.
وأضاف أن التحصينات الإيرانية، بما فيها المنشآت المدفونة في أنفاق تحت الجبال والكهوف، تجعل من الصعب على إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة تحقيق نصر سريع، مؤكدًا أن "ما تفعله أمريكا ضد الحوثيين لا يُقارن بما قد تفعله ضد إيران إذا اندلعت مواجهة حقيقية".
وفي سياق متصل، أشار فرج إلى احتمال تصعيد المواجهة بين إسرائيل وتركيا في سوريا، خاصة بعد الانسحاب الجزئي الأمريكي من الشمال السوري، موضحًا أن "سقوط نظام بشار الأسد بتلك الطريقة سهّل هذا السيناريو، بعد انسحاب إيران وميليشيا حزب الله وروسيا".
وأبدى فرج دهشته من الموقف التركي الأخير، الذي وصفه بـ"الحاسم وغير المعتاد"، مشيرًا إلى أن تركيا التزمت الصمت سابقًا رغم مقتل عدد من مهندسيها العسكريين في الغارات الإسرائيلية على قاعدتي "تي فور" و"تدمر".
وبحسب فرج، فإن أحدًا لا يمكنه التنبؤ بنهاية تلك المواجهة، حتى مع تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، كشف فرج أن الخطة الإسرائيلية هناك تهدف إلى "تفريغ الضفة من الفلسطينيين خلال 10 سنوات"، مؤكدًا أن "تل أبيب تبني مستوطنة جديدة كل 4 أشهر، فيما تستمر في عمليات الضم بشكل فعلي".
وأشار إلى أن تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة بفرض السيادة على الضفة ليست سوى غطاء سياسي لما يحدث فعليًا منذ سنوات، كما حدث في ضم الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما شجّع 7 دول أخرى على اتخاذ خطوة مماثلة.
وبشأن الاعتراف الإسرائيلي بمقتل 15 مسعفًا فلسطينيًا، رأى فرج أن ذلك "لن يكون له أثر كبير، في ظل حالة الصمت الدولي، لكنه قد يُستخدم كأداة قانونية في محكمة الجنايات الدولية"، مضيفًا: "لا تتوقعوا أن تعاقب إسرائيل أحدًا، فالاعتراف بحد ذاته يثير جدلًا واسعًا داخلها".