قال موقع "واللا" العبري إن أمام إسرائيل اليوم 3 سيناريوهات لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد مرور سنة من الهجوم الذي نفذته إسرائيل في أبريل من العام الماضي ضد منشآت داخل إيران.
وقال مصدر عسكري للموقع إن هجوم العام الماضي سهل إلى حد كبير من إمكانية تنفيذ هجمات مستقبلية تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
السيناريو الأول، وهو الأكثر قبولًا لدى المؤسستين السياسية والعسكرية، يقوم على تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، بحيث تُنفّذ الضربات ضمن حملة عسكرية مشتركة، تشمل استغلال القدرات الأمريكية ليس فقط في استهداف المواقع النووية، بل أيضًا في مواجهة أي ردود من إيران أو حلفائها في المنطقة.
أما الخيار الثاني، وهو الأقل قبولًا، فيتمثل في تنفيذ الهجوم بشكل أحادي من جانب الجيش الإسرائيلي دون شراكة مباشرة مع الولايات المتحدة، ويرى التقدير الإسرائيلي أن هذا السيناريو يفتقر إلى الدعم السياسي والدبلوماسي المطلوب، رغم القدرة العسكرية لتنفيذه.
ويؤكد التقرير أن الهجوم الفعّال – سواء كان منفردًا أو مشتركًا – سيتطلب على الأرجح تنفيذ عدة جولات من الضربات الجوية، وربما يشمل تدخلًا بريًّا إن أمكن، وذلك لضمان إخراج الجزء الأكبر من البنية التحتية النووية الإيرانية عن الخدمة.
وبحسب تقديرات صادرة عن مصادر رسمية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإن إيران لم تتمكن حتى الآن من استعادة قدراتها الدفاعية الكاملة حول منشآتها النووية، ولا سيما على صعيد إعادة تفعيل منصات الدفاع الجوي التي تم استهدافها خلال العملية الإسرائيلية، وفق ما جاء في الرواية العبرية.
وأشار تقرير "واللا"، الذي نُشر بمناسبة مرور عام على الهجوم، إلى أن إيران تعاني في الوقت الراهن من أوضاع اقتصادية شديدة الصعوبة، بل وصفها التقرير بأنها "متدهورة"، الأمر الذي يعيق قدرتها على تعزيز دفاعاتها حول المنشآت النووية التي تُعتبر هدفًا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويُضاف إلى ذلك – بحسب الموقع – نقص التعاون الدفاعي بين إيران وروسيا، حيث امتنعت موسكو حتى الآن عن تزويد طهران بأنظمة دفاع جوي متطورة.
ويعود السبب، حسب التقدير الإسرائيلي، إلى خشية روسيا من ردود فعل أمريكية، خاصة في ظل المفاوضات الجارية حاليًّا بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي.
ويكشف التقرير عن توصية صادرة من شخصيات بارزة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد البرنامج النووي الإيراني. ويستند هذا التوجه إلى قناعة داخل دوائر القرار في تل أبيب بأن إيران، في ظل ظروفها الراهنة، تُعد أضعف مما كانت عليه في أي وقت مضى.
ويضيف التقرير أن إيران تعاني من غياب الدعم الإقليمي، بعد ما وصفه بـ"تكسر أذرعها" في المنطقة؛ إذ ينشغل الحوثيون حاليًّا بالتصعيد الأمريكي، في حين لا تتلقى طهران دعمًا فاعلًا من حزب الله أو حركة حماس – وهي الأطراف التي كانت في السابق تشكل جبهة ردع لإسرائيل، على حد وصف التقرير.
كما أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون للموقع أن لدى إسرائيل "أفضلية واضحة" في مواجهة التهديدات الإيرانية، خصوصًا في ما يتعلق بالتصدي للصواريخ الباليستية، حيث تمتلك – وفق زعمهم – الخبرة والقدرة على التعامل مع هذا النوع من التهديدات بنجاح كبير.
واختتم تقرير "واللا" بالإشارة إلى أن التعاون مع الولايات المتحدة لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يمتد إلى الساحة الدبلوماسية، إذ سيكون بإمكان واشنطن – وفق التصور الإسرائيلي – منع فرض عقوبات على إسرائيل في مجلس الأمن، وهو ما تعتبره تل أبيب خطوة حاسمة لاستكمال الأبعاد السياسية والدبلوماسية لأي ضربة عسكرية مرتقبة.