تباينت آراء الخبراء والمختصين في الشأن الإسرائيلي، بشأن إمكانية أن تتخذ حكومة بنيامين نتنياهو خطوات أحادية بقطاع غزة، خاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وذلك بعد إغلاق كافة المعابر منذ أكثر من 50 يومًا.
وترفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة إلا بعد إفراج حركة حماس عن الرهائن والمحتجزين لديها، في حين تشير تقارير إلى مناقشة حكومة نتنياهو لمقترحات بشأن نقل المساعدات للسكان.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، رامي محسن، أن "ما يتم تسريبه من تقارير حول المقترحات الإسرائيلية لاستئناف إدخال المساعدات لغزة تأتي في إطار سعيها لنفي تهمة استخدامها للتجويع كأداة من أدوات العقاب الجماعي".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل على خلق أزمة إنسانية في مختلف مرافق الحياة بغزة، وبالتالي لن تتخذ أي خطوة أحادية الجانب من أجل إدخال المساعدات لغزة"، مبينًا أن إسرائيل لن تتخذ قرارا بفتح المعابر خلال الأيام المقبلة.
وأوضح الخبير محسن أن "حكومة نتنياهو تتعمد إبقاء المعابر مغلقة ومنع دخول المساعدات، وهو الأمر الذي يعتبر نوعا من أنواع الضغط على حماس، كما أن ذلك يمثل ورقة ابتزاز لدفع الحركة نحو تقديم التنازلات في المفاوضات حول الرهائن.
واستبعد أن تشهد المرحلة المقبلة انفراجا بالملف، أو أن يتم السماح بإدخال المساعدات باعتبار أن إسرائيل تسعى للتكسب والاستفادة من الأزمات التي تقوم بصناعتها في قطاع غزة، وفق تعبيره.
ولفت الخبير محسن إلى أن "ذلك يأتي في إطار المخطط الإسرائيلي للجمع بين سلاح التجويع والقتل اليومي لسكان القطاع"، لافتًا إلى أن استئناف إدخال المساعدات مرتبط بشكل أساسي بالتوصل لاتفاق جديد مع حماس عبر الوسطاء.
بدوره رأى أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن "إسرائيل قد تلجأ إلى اتخاذ خطوة أحادية الجانب فيما يتعلق بإيصال المساعدات لقطاع غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون في إطار خطة محكمة لمنع استفادة حماس من تلك المساعدات.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الخطة ستقوم على أساس تخفيف تدريجي للحصار المطبق على غزة بما يحقق هدفين رئيسيين؛ الأول التهرب من أي اتهامات بارتكاب جريمة ضد الإنسانية بتجويع سكان القطاع وخاصة فئة الأطفال".
والهدف الثاني، وفق العيلة، هو تجنب أي ردة فعل غير محسوبة من قبل قادة اليمين الإسرائيلي في حكومة نتنياهو، مشددًا على أن أي خطوات بهذا الاتجاه ستكون في إطار الضغط الأمريكي على القادة الإسرائيليين.
وشدد على أن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدرك خطورة استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات للسكان، وأن المساعدات التي دخلت خلال المرحلة الأولى من التهدئة على وشك النفاد"، مبينًا أن أي مساعدات ستدخل للقطاع ستكون مقننة للغاية ومحدودة، وفق تقديره.
