لم يستثن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوريا من كلمته الأخيرة، حيث أكد أنه كسر محور الشر فيها.
كلام نتنياهو جاء في سياق تصريحاته عن تغيير إسرائيل لوجه الشرق الأوسط.
وأضاف:"سنغير وجه الشرق الأوسط، وهذا ما ننفذه بالفعل حالياً.. لقد كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا، ونعرف عدونا جيداً ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا، أو في لبنان".
ورغم أن نظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وميليشيا حزب الله سقط منذ أكثر من 4 أشهر؛ لا يزال نتنياهو والقادة الإسرائيليون يهاجمون سوريا وقادتها الجدد.
كما استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع سورية بأكثر من 500 غارة، وفرض منطقة محظورة السلاح في الجنوب السوري، إضافة لاقتحام المنطقة العازلة، واحتلال مناطق واسعة من سوريا خلال هذه المدة.
في المقابل، تفضل الإدارة السورية، التعامل مع الاعتداءات الإسرائيلية، عبر شكاوى تقدمها لمجلس الأمن والأمم المتحدة، ولا يصدر مسؤولوها تصريحات تستهدف إسرائيل، فيما تبدو منشغلة بترتيب بيتها الداخلي، وتكريس شرعيتها الدولية.
ويرى المحلل السياسي الدكتور عقل صلاح، أن إسرائيل لا تستهدف الإدارة السورية بالتحديد، بل ترفض وجود أية قوة حقيقية في الدول المحيطة بها.
ويضيف صلاح لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل ستهاجم أية مؤشرات لنشوء دولة قوية في المنطقة، ويبدو أن إسرائيل، قد بدلت سياستها بعد عملية 7 أكتوبر 2023، التي قامت بها حماس ضد إسرائيل"، مشيرا إلى تصريحات نتنياهو الخطيرة عندما قال: "إننا نغير الشرق الأوسط" وفق وصفه.
وتابع أن "نتنياهو يريد إعطاء مبرر لتدخله في سوريا، باتهام إدارتها بالتطرف والعمل ضد إسرائيل في المستقبل"، وأن "إسرائيل تريد دولا مفككة ضعيفة، لا تملك جيشاً قوياً، بل غارقة في الانقسامات والاحتراب الداخلي".
واعتبر عقل أن هناك "عاملا آخر يقف وراء مهاجمة إسرائيل للإدارة السورية الجديدة، يتعلق بحرص واشنطن على ممارسة ضغط مستمر على دمشق، لتحقيق مطالب معينة، مع ترسيخ قاعدة عدم رد سوريا، على إسرائيل، مهما نفذت تل أبيب من هجمات ضدها".
وتابع أن "نتنياهو يسعى لمصالحه الشخصية ومصالح ائتلافه الحكومي، عبر فتح جبهات جديدة بشكل دائم، كي يظهر كبطل قومي حريص على أمن إسرائيل، بحيث يبقى في سدة الحكم" وفق تعبيره.
ويقول المحلل مازن بلال لـ"إرم نيوز": "هناك هجوم إسرائيلي دائم على سوريا، ليس بسبب التناقض مع السلطة الجديدة، بل نتيجة الخوف من أن تصبح دمشق، جزءاً من تحالفات قد تنشأ، على الأخص مع تركيا، التي تعتمد دمشق عليها، في الكثير من الأمور الأمنية" وفق قوله.
ويبدو أن تجربة إسرائيل في الصراع مع حماس، تزيد عداء إسرائيل للسلطة في دمشق، كما يرى بلال.
ويضيف: "في الحالة السورية، هناك نموذج يتطور ويتمحور حول دولة قائمة على تحالف فصائل جهادية، وهو ما يقلق إسرائيل، حتى ولو لم يظهر عداء بين دمشق وتل أبيب، لأن طبيعة الدولة، مولدة للعنف، حسب رؤية نتنياهو".
وتصاعدت الغارات الإسرائيلية ضد سوريا، بشكل لافت بعد سقوط الأسد، حيث أطلقت عملية جوية وبرية سمتها "سهم باشان"، وهاجمت أكثر من 250 هدفاً.
كما توغلت برياً، حتى أصبحت قواتها لا تبعد عن دمشق سوى 25 كيلومتراً.
ويحفل سجل عام 2025، بالغارات الإسرائيلية على سوريا، ففي 19 فبراير، قصفت وسائل قتالية في منطقة سعسع جنوبي سوريا، في حين أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم استهداف 3 دبابات. وفي 17 مارس، قصفت مدينة درعا وقتلت 3 أشخاص.
في 18 مارس، استهدفت إسرائيل، مدافع في منطقة خان أرنبة جنوب سوريا، المحاذية لخط فض الاشتباك في مرتفعات الجولان.
ويوم 21 مارس، كثف سلاح الجو الإسرائيلي الغارات على درعا، واستهدف مخازن أسلحة، والفوج 175، والمساكن العسكرية واللواء 12، في إزرع، إضافة إلى اللواء 15 في مدينة إنخل. كما استهدفت الغارات اللواء 132 قرب درعا.
وتبرر إسرائيل هجماتها المستمرة على سوريا، بأنها تستهدف أسلحة تشكل خطراً عليها، بالقرب من المنطقة العازلة.
وتؤكد أنها لن تسمح بوجود أي سلاح جنوب سوريا، يشكل تهديداً لإسرائيل.