ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تثير الاحتجاجات المتصاعدة في ليبيا، إلى جانب الحملات الأمنية ضد المهاجرين غير النظاميين، تساؤلات حول ما إذا كانت البلاد تتعرض فعلياً لضغوط خارجية لتوطين هؤلاء.
وشهدت طرابلس ومصراتة، احتجاجات لمواطنين ضد ما وصفوه بـ"توطين المهاجرين تحت ضغط أوروبي"، فيما تستعد البلاد لتظاهرات جديدة متوقعة.
وفي الوقت ذاته، شنّت السلطات حملات اعتقال طالت عشرات المهاجرين القادمين من دول أفريقية.
وتقول السلطات إن نحو مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة يقيمون في ليبيا، وسط مساعٍ لتأمين رحلات "للعودة الطوعية" إلى بلدانهم، إلا أن مخاوف من توطينهم ظهرت في الفترة الأخيرة.
وعلق نائب رئيس حزب الأمة في ليبيا، أحمد دوغة، بالقول: "ليبيا تشهد بالفعل احتجاجات ضد توطين المهاجرين، وأعتقد أن هناك تسريبات غير رسمية تفيد بوجود توجه لتوطين المهاجرين في ليبيا، مما أثار قلق الشارع الليبي".
وقال دوغة لـ"إرم نيوز" إن "الاحتجاجات التي شهدتها مدن مثل مصراتة وطرابلس دفعت الجهات الأمنية إلى شن حملات لضبط وترحيل المهاجرين، وهذه الاحتجاجات تعكس رفض الشعب الليبي القاطع لتوطين المهاجرين في البلاد".
وشدّد على أن "كل من يدخل ليبيا بطرق قانونية مرحب به، أما من يدخل بشكل غير قانوني فيجب ترحيله، وهذا ما يطالب به المتظاهرون أنفسهم".
وأكد أن "جهود السلطات في هذا المجال ما زالت ضعيفة، حتى على مستوى حصر أعداد المهاجرين في البلاد، وتحتاج إلى مزيد من العمل للقضاء على هذه الظاهرة، والتحركات الأخيرة تعتبر بادرة، وأعتقد أن جهودها ستتحسن في المستقبل".
ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش أن "الحل لمعضلة الهجرة غير النظامية يبقى أمنياً بامتياز، خاصة لرفض الضغوط الممارسة على ليبيا لتوطين الغزيين، وكذلك الإملاءات الغربية التي تهدف إلى جعل ليبيا حارساً للحدود الأوروبية أو ساحة بديلة لتوطين الفلسطينيين والأفارقة".
وأضاف المرعاش في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "الليبيون سيحاربون أي توجه لفرض ذلك عليهم، وسيبدأون بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية إذا تواطأت في ملف التوطين".
وأشار إلى أن "الهجرة غير النظامية لم تكن يوماً من اهتمامات الحكومات المتعاقبة على طرابلس، لأنها تجارة مربحة لقادة الميليشيات المسيطرين على هذه الحكومات، الذين يغضون الطرف عن آلاف المهاجرين الذين أصبحوا يشكلون خطراً على الديموغرافيا الليبية، فضلاً عن تفشي الإجرام وظهور عصابات خطيرة بين هؤلاء المهاجرين".
وأكد المرعاش أن "حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة عاجزة تماماً عن توفير الأمن في شمال غرب ليبيا، وفي الوقت نفسه تستقبل موجات هجرة من سوريا والعراق، التي لم تعد مناطق حرب، للاستفادة من هؤلاء المهاجرين وتجنيدهم كمرتزقة لحراسة الحكومة".