logo
العالم العربي

خبراء: انسحاب دمشق من اجتماعات باريس يُربك التسوية مع قسد

خبراء: انسحاب دمشق من اجتماعات باريس يُربك التسوية مع قسد
قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبديالمصدر: AFP
09 أغسطس 2025، 5:51 م

يرى خبيران أن قرار دمشق بعدم المشاركة في اجتماعات العاصمة الفرنسية باريس مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، يعكس تصاعد التوتر السياسي والأمني في سوريا، وسط مخاوف من تعقيد جهود التسوية.

وبيّنا أن وراء هذا الموقف عاملان رئيسان، الأول الضغوط التركية الرافضة لتدويل الحوار، والثاني الاستفزازات المتبادلة بين الأطراف السورية، خاصة بعد مؤتمر الحسكة الذي اعتبرته الحكومة السورية محاولة لتعزيز الانقسام.

ضغوطات تركية

وقال رئيس منظمة "كرد بلا حدود" في باريس، كادار بيري، إن دمشق وفي تحدٍ جديد أعلنت أنها لن تشارك في اجتماعات مع (قسد) في باريس، التي تجري برعاية فرنسية-أمريكية وبعض الدول الأوروبية الأخرى، بسبب مؤتمر الحسكة في الشرق السوري.

أخبار ذات علاقة

مظلوم عبدي (في الوسط) خلال المؤتمر

سانا: دمشق لن تشارك في اجتماعات مع "قسد" في باريس

 وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن هذا الأمر لا يصح أن يكون على خلفية انعقاد مؤتمر الحسكة لأن الأمر بكل بساطة هو وجود قرار في أن يكون هناك اجتماع في الـ25 من شهر تموز/يوليو الماضي، ولم تحضر دمشق تحت ضغوطات تركية، التي ترفض انعقاد الاجتماعات في باريس وتريدها في دمشق أو تأجيلها قدر الإمكان، وفق قراءته.

وأوضح بيري أن دمشق في موقفها هذا يبدو أنها راضخة للضغوط التركية، مؤكداً أنه سيتم تأجيل المؤتمر، الذي كان من المزمع عقده الأسبوع القادم بعد التأجيل الأول، لرفض دمشق الحضور واستكمال الاجتماعات.

استفزاز متعمد

بينما اعتبر الكاتب والباحث السياسي وائل علوان، أن هناك حالة استفزاز متعمدة تقوم بها "قسد" كما تقوم بها السويداء في مقابل مبادرات تقوم بها الحكومة السورية للاحتواء وبناء شراكة حقيقية، وهناك عوامل كثيرة خلقت هذا الموقف ربطاً مع الحديث حول ما يسمى "تحالف الأقليات"، وهذا أمر لا يُسهم نهائياً في حفظ الاستقرار وحفظ السلم الأهلي في سوريا.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أنه يجب أن يكون هناك تحمل مسؤولية من قبل نخب المجتمع المدني للحفاظ على وحدة سوريا والسلم الأهلي فيها، لكن على ما يبدو فإن الوصول إلى هذا الهدف تعترضه الكثير من التحديات، بعد مؤتمر الحسكة، إذ كان هناك رد فعل من الحكومة السورية إزاء مبادرات إيجابية تقدمها ثم يأتيها الرد السلبي من الأطراف الأخرى.

وأشار علوان إلى أنه نتيجة لذلك رفضت دمشق اجتماعات باريس، وبالأساس كان يحمل اجتماع الحكومة السورية مع "قسد" تحديا رئيسًا وهو تدويل أزمة داخلية تعقد المسائل، بالتالي فإن هذه المواقف المتكررة سواء من المجلس العسكري والشيخ حكمت الهجري في السويداء أو من قيادة "قسد"، هناك تكرار للاستفزازات خاصة عند الحديث بـ"أقلية ومناطقية"، ما يشير إلى أن هناك خللًا واضحًا، وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

عناصر من قسد

"خرق وقف إطلاق النار وتحركات مريبة".. قسد تهاجم حكومة دمشق

 وأوضح أن الأمور باتت معقدة جداً ومن الممكن أن تشهد استعصاء يمنع التنمية في سوريا، لكن إن حصل ضغط خارجي من الممكن التخفيف من حدة ذلك وبالتحديد الضغط الأمريكي بشكل حقيقي، خاصة وأنها على توافق تام مع تركيا ودول الاتحاد الأوروبي من أجل حل أزمة "قسد" ودمجها بشكل كامل مع الحكومة السورية.

وبيّن علوان أن المشكلة لا تتعلق بالنزعة شبه الانفصالية، إنما هناك تحدٍ رئيسٍ هو أن كلًا من الجهات التي تناول الحكومة في السويداء وقوات "قسد" شمال وشرق سوريا، تضم وتحتوي عناصر وضباطًا من فلول النظام السابق، جزء منهم مدان بانتهاكات كبيرة، لذلك لا بد من حل تلك التعقيدات على أساس وطني.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC