مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
يرى خبراء أن زيارة وزير الخارجية التركي إلى دمشق جاءت لتعزيز الموقف التركي الداعم للحكومة السورية، في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها سوريا.
وأشار الخبراء إلى أن زيارة هاكان فيدان هدفت بشكل رئيس إلى تنسيق المواقف بين البلدين حول ملف "قسد" وتعزيز التعاون الأمني والعسكري، في وقت تسعى فيه تركيا إلى تحقيق استقرار نسبي في سوريا يحفظ مصالحها، مع تجنب أي تصعيد مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.
في هذا الإطار، قال الكاتب والمتخصص في الشؤون التركية، محمود علوش، إن الزيارة "كانت موجهة أولاً لإظهار دعم تركيا للرئيس السوري أحمد الشرع في ظل التحديات التي يواجهها، سواء على مستوى الأزمة في السويداء أو التدخل الإسرائيلي في سوريا عمومًا، إلى جانب ملف قسد الذي يكتسب أهمية كبيرة في السياسة التركية تجاه سوريا".
وأضاف علوش، لـ"إرم نيوز"، أن "تركيا معنية بتحقيق الاستقرار في سوريا، وفيما يخص ملف قسد فهي تدفع باتجاه تطبيق اتفاقية الاندماج، لكنها في الوقت نفسه حذرة للغاية من أن تكون قسد تسعى إلى المماطلة في تنفيذ الاتفاقية، والمراهنة على ما يجري في الجنوب السوري من أجل تصعيد الضغط على الرئيس الشرع".
وأوضح أن الزيارة كانت موجهة بالدرجة الأولى لتنسيق الموقف بين أنقرة ودمشق بشأن كيفية التعامل مع ملف قسد، إضافة إلى ملف الشراكة الثنائية على المستويين الأمني والعسكري".
وأشار علوش إلى أن "العلاقات السورية-التركية تكتسب أهمية للطرفين، خصوصًا في هذه المرحلة، لكن العوامل المؤثرة فيها لا تقتصر على مصالح البلدين، إذ يشكل العامل الإسرائيلي ضغطًا قويًا على هذه العلاقة، بالإضافة إلى الولايات المتحدة".
وخلص إلى أن "أنقرة تعمل على صياغة سياسة تحقق مصالحها في سوريا وتساعد دمشق على تجاوز هذه المرحلة".
من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي، محمد هويدي، أن هناك "ضغوطًا تركية لإفشال مخرجات مؤتمر باريس، وأن أنقرة تريد إنجاز مهمة الحد من مشروع قسد وتفكيكها لدمجها مع السلطة الانتقالية، مشيرًا إلى أن تركيا تضغط على دمشق لتحقيق هذا الهدف، لاعتقادها أن مشروع "قسد" يشكل خطرًا على أمنها القومي.
وأضاف هويدي، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الزيارة يمكن قراءتها أيضًا على أنها تحمل طابع التهديد، خاصة بعد تغيير نبرة الخطاب أخيرًا، وتعريف قوات سوريا الديمقراطية ووصمها بالمنظمة الإرهابية، وهو ما يشير إلى خلاف حقيقي، فضلًا عمّا طُرح بشأن إنشاء ممر بين السويداء وقسد داخل الأراضي السورية لإيصال الدعم والمساعدات إلى السويداء".
ونوّه إلى أن تركيا تربط هذا الممر بملف "ممر داوود" الإسرائيلي، عبر وضع محاذير وإرسال رسائل بأنها لن تقبل بإنشاء أي ممر، مؤكدًا أن أنقرة تحاول فرض مقاربة جديدة لتفكيك أي قوى خارج إطار نفوذ الدولة، سواء في الجنوب أو شرق الفرات أو الساحل، عبر افتعال ذرائع.