بوتين: مصممون على تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة

logo
العالم العربي

بين سلاح "حزب الله" والسيادة .. هل يعلن لبنان إيران "دولة معتدية"؟

عناصر من الجيش اللبنانيالمصدر: رويترز

أكد ساسة لبنانيون أن التوتر بين بيروت وطهران وصل خلال الساعات القليلة الماضية إلى مستويات غير مسبوقة، كاشفين عن مقترح يجري تداوله حالياً في الأوساط السياسية اللبنانية يدعو لضرورة اعتبار  إيران "دولة معتدية" ولم تعد صديقة للبنان.

وأوضح الساسة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا المقترح تصحبه مطالب بإغلاق السفارة الإيرانية في بيروت وسحب السفير اللبناني من طهران، مشيرين إلى أن هذه الخيارات أصبحت مطروحة بجدية نتيجة استمرار السياسات الإيرانية التي وصفوها بـ "العدائية" تجاه السيادة الوطنية.

أخبار ذات علاقة

إسماعيل بقائي

"ندعو للحوار".. خارجية إيران ترد على نية لبنان خفض العلاقات الدبلوماسية

دبلوماسية المواجهة

ودخلت بيروت في مواجهة دبلوماسية من العيار الثقيل مع طهران، تطورت فصولها في الأيام الأخيرة، من السجال "الحاد" الذي شهد عدم قبول وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة طهران، وصولاً إلى الجدل الدائر حول أزمة اعتماد السفير الإيراني الجديد في بيروت.

يأتي ذلك وسط اتهامات متصاعدة من لبنان بتدخل إيران في شأنه الداخلي وتهديد استقراره، مستخدمة بذلك "حزب الله" وتدخلها بشكل تحريضي طوال الفترة الماضية لعرقلة قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الميليشيا، وصولاً إلى ما صدر عن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الخارجية، علي أكبر ولايتي، بأن بلاده ستواصل بشكل حازم دعم الميليشيا اللبنانية ورفض المساس بسلاحها.

 استنفاد الحلول الدبلوماسية

ويقول النائب السابق في البرلمان اللبناني والقيادي في تيار المستقبل، السياسي مصطفى علوش، إن الوضع التصاعدي من التشنج في الملفات بين طهران وبيروت لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة محاولات جدية ودبلوماسية على مدى السنة الماضية على الأقل، تهدف إلى تحويل العلاقة بين الطرفين من استعمال لبنان كموقع عسكري لخدمة إيران إلى علاقة تفاعلية وصداقة مبنية على المصالح المشتركة.

وبين علوش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الموقف الإيراني لم يتغير، حيث استمرت التصريحات العلنية الاستفزازية، وفي كل مرة كان الوضع يوحي بأنه قد استُنفِد كل ما يمكن بحثه دبلوماسياً للحفاظ على السيادة المشتركة والمصالح المتبادلة، موضحاً أن طهران أصرّت على اعتبار "حزب الله" جزءاً من سياستها الاستراتيجية العسكرية، واستمرت في دعمه بالمال والسلاح، بالإضافة إلى أن الخطاب الواضح كان يؤكد أن التنظيم مرتبط بالسياسة الإيرانية وبـ"ولاية الفقيه".

وأضاف، أن هذا التوجه الإيراني تُرجم باستمرار إلى عدائية الخطاب الذي يمارسه "حزب الله" تجاه الدولة وأركانها وتجاه السلطة الرسمية، بالإضافة إلى تحديه للقرارات الرسمية، خاصة فيما يتعلق بتطبيق القرار 1701، ومحاولة الدولة بكل وسائلها الحفاظ على لبنان من المخاطر التي قد تأتي من العدو الإسرائيلي.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي ونظيره الإيراني عباس عراقجي- أرشيفية

أزمة السفير الإيراني في لبنان.. بروتوكول معطّل أم نهاية نفوذ؟

التلويح بسحب السفير

وأوضح علوش أن السجال ما زال محصوراً بين وزيري خارجية لبنان وإيران، وأيضاً قيادات إيرانية تؤكد باستمرار أن "حزب الله" جزء من سياساتها، طالما استمرت طهران في تحدي السلطة اللبنانية في عقر دارها واستمرار استعمال لبنان كأداة لها.

وأشار علوش إلى أن هناك مقترحاً حالياً في أوساط سياسية بالداخل بضرورة اعتبار إيران دولة معتدية ولم تعد صديقة للبنان، ومن ثم التلويح بسحب السفير وربما إغلاق السفارة، موضحاً أن كل هذه الأمور أصبحت مطروحة ليس بسبب أي تصعيد من لبنان، بل نتيجة استمرار السياسات العدائية الإيرانية تجاه السيادة اللبنانية.

تحريض على التمرد

وبدوره، يؤكد المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أن استمرار إيران على نهج انتهاك سيادة لبنان ومواقفها الداعمة والمحرضة لميليشيا حزب الله على التمرد على القرارات السيادية للحكومة في 5 و7 أغسطس/ آب الماضي، والتي دعت إلى حصر السلاح في يد الدولة خلال بضعة أشهر، هي أمور تعيق في الأساس سلاسة العلاقة بين بيروت وطهران.

وأضاف العاقوري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن كل ما يطالب به لبنان أن تكون العلاقة ندية من دولة إلى أخرى، وهو ما يتمسك به المسؤولون وفي صدارتهم رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي قرأ، خلال استقباله رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد قاليباف في 1 مارس/ آذار الماضي، المادة التاسعة من الدستور الإيراني التي تنص على أنه لا يحق لأحد التدخل في شؤون إيران الداخلية، وأكد أن لبنان يطالب بالأمر ذاته.

وأردف العاقوري، إن طهران مستمرة في ذات سياساتها، وآخر المواقف ما جاء خلال استقبال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي لممثل "حزب الله" في طهران، عبد الله صفي الدين، الذي أكد فيه دعم بلاده المطلق للتنظيم واعتبار الأخير العمود الأساسي لما يسمى بـ"المقاومة"، وكل هذه الأمور تجعل العلاقات غير سليمة.

أخبار ذات علاقة

أنصار حزب الله يحيون ذكرى اغتيال نصر الله ببيروت

اختبار السيادة بدأ.. هل تكسر الرئاسة اللبنانية قبضة "حزب الله"؟

عودة السيادة اللبنانية

وأرجع العاقوري سر التحرك القوي لبيروت في التعامل مع طهران علناً بشكل رسمي، إلى ما يراه من أنه لأول مرة يكون في لبنان منذ زمن طويل وزير سيادي ورجل دولة في وزارة الشؤون الخارجية، في إشارة إلى يوسف رجي، بعد أن جرى الاعتياد على وزراء يدورون في فلك ميليشيا حزب الله ويغضون النظر عن كل الانتهاكات الإيرانية.

وأردف العاقوري أنه يُسجل لوزير الخارجية حنكته وصلابته وحكمته في هذا الصدد، وثمة دليل قاطع يجب التوقف أمامه دوماً، وهو أن السفير الوحيد في لبنان الذي انفجر في وجهه يوسف رجي هو السفير الإيراني، وهذا يعكس حجم تدخل طهران في شأن بلاده عبر ميليشيا حزب الله، واصفاً ذلك بـ"الفضيحة" التي كانت تستحق طرد السفير وقتها، إلا أنه مع حرص لبنان على العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، تم استيعاب الوضع دون القيام بذلك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC