قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأحد، إن العلاقات الدبلوماسية بين طهران وبيروت علاقة راسخة وقائمة، مشددًا على استمرار التبادل الدبلوماسي بين البلدين، بما في ذلك تعيين السفراء.
وأضاف بقائي، في مؤتمر صحفي، تعليقًا على امتناع لبنان من قبول السفير الإيراني الجديد، "ندعو الطرف اللبناني إلى الحوار"، موضحًا أن إيران لديها سفير قائم بأعماله في بيروت، كما أن السفير اللبناني الجديد باشر مهامه أخيرًا في طهران.
وأضاف أن الإجراءات المتعلقة بتسمية السفير الإيراني الجديد قد أُنجزت منذ فترة، معرباً عن أمله في أن تسير الأمور بشكل طبيعي وأن يتم اعتماد السفير الجديد وبدء مهامه في بيروت.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن طهران تفضّل تجنب أي تصريحات أو مواقف من شأنها صرف انتباه الحكومة والمجتمع اللبناني عن القضايا الأساسية، وفي مقدمتها حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي اللبنانية.
ودعا بقائي الأطراف اللبنانية إلى التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، معتبراً أن الخطر الحقيقي الذي يهدد لبنان يتمثل في «سياسات التوسع والهيمنة التي تنتهجها إسرائيل" وما يرافقها من استمرار الجرائم والانتهاكات.
وختم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بالتأكيد أن دعم وحدة لبنان وسيادته يظل أولوية، داعياً إلى توجيه الجهود السياسية والإعلامية نحو مواجهة التهديدات الأساسية التي تستهدف أمن لبنان واستقراره، بدلاً من الانجرار إلى سجالات جانبية.
وأفادت صحيفة «الأخبار» المقربة من مليشيا حزب الله اللبناني، السبت، بوجود توجّه داخل وزارة الخارجية اللبنانية قد يقود إلى استدعاء سفير لبنان من طهران للتشاور، إلى جانب اقتراح خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها تناقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية أنه بعد تعيين الدكتور أحمد سويدان سفيراً للبنان لدى إيران في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قدّمت طهران اسم سفيرها الجديد المقترح إلى بيروت وفق الأعراف الدبلوماسية، إلا أن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي لم يحِل الاسم إلى مجلس الوزراء، واحتفظ به في مكتبه دون استكمال الإجراءات القانونية.
وبحسب المصادر، امتنع رجّي كذلك من إرسال نسخة من أوراق اعتماد السفير الإيراني إلى القصر الجمهوري، كما لم يُبلّغ طهران بالموافقة الرسمية اللبنانية على تعيين السفير، ما عطّل عملياً مباشرة مهامه في بيروت.
وقالت المصادر إن هذا السلوك يأتي في إطار قرار سياسي منسّق على نطاق واسع مع الولايات المتحدة يهدف إلى تشديد الموقف تجاه إيران ودفع العلاقات الثنائية نحو أزمة دبلوماسية.
وتوقعت المصادر أن يُقدم وزير الخارجية اللبناني في أي لحظة على استدعاء السفير اللبناني من إيران للتشاور، مع رفع اقتراح إلى الحكومة يقضي بتقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي في طهران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن هذا التعطيل يعود إلى قرار سياسي على مستوى حزب «القوات اللبنانية»، يلتزم به وزير الخارجية.
