logo
العالم العربي

بيروت تحت الضغط.. تصريحات السفير الإيراني تفجّر الداخل وتؤجج حسابات الحرب

تجمع لأنصار مليشيا حزب الله اللبناني المصدر: (أ ف ب)

اشتعل الداخل اللبناني مجددًا في هذا التوقيت الصعب مع التهديد الإسرائيلي المنتظر، في ظل ما حملته تصريحات السفير الإيراني في بيروت مؤخرًا حول ردّ حزب الله على اغتيال أبو علي الطبطبائي، من عبارات تؤجج الداخل اللبناني وتزيد من ذرائع إسرائيل، مما يؤثر سلبًا على محاولات تهدئة زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى بيروت لوضع أي خط يؤجّل الحرب الإسرائيلية المتوقعة على لبنان لنزع سلاح الميليشيا اللبنانية.

وطالبت أوساط سياسية ومجتمعية في لبنان، خلال الساعات الأخيرة، بتحرّك الدولة أمام التجاوز الإيراني الذي تجدد مع سفيرها في بيروت، والذي يوجد على شاكلته الكثير من المسؤولين الإيرانيين، وفق تعبيرها.

ووصل الأمر إلى التشديد على ضرورة قيام وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي باستدعاء السفير وتأنيبه، وسط وجود دعوات لسحب السفراء ومقاطعة إيران.

ويؤكد سياسيون لبنانيون أن ما خرج من السفير الإيراني ستتخذ منه إسرائيل، في هذا التوقيت الصعب، منصة للقول والتأكيد على أن طهران تمثل خطرًا عليها من لبنان، في وقت تريد فيه تل أبيب أن تزيد من مخزون الذرائع لصالح الحرب التي تريد أن تشنها على حزب الله، مما يعود على لبنان بالدمار.

وأشار خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن ما صرح به السفير الإيراني في بيروت يقدم رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن ورقة حزب الله في يد طهران، وأن التفاوض بقرار إيراني، مما يضع لبنان أمام مرحلة تصعيد مفتوحة على الجبهات كافة. وأوضحوا أن هذا التعامل يعطي ذرائع أكبر لتل أبيب للقيام بعمل أكبر من الحرب المتوقعة في ظل تخلّص إسرائيل من حماس والحوثي.

ووصل بابا الفاتيكان إلى مطار رفيق الحريري الدولي عصر الأحد، وشدد خلال كلمته من قصر بعبدا الرئاسي على أهمية "السلام" الداخلي بين اللبنانيين، وهي كلمة كرّرها 27 مرة في خطابه، دون التطرق إلى الأوضاع الإقليمية والدولية أو الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل التي تواصل شن ضربات دامية على لبنان.

ويُعوّل على زيارة البابا تأخير الحرب الإسرائيلية على لبنان، في ظل فرض أمريكي على تل أبيب بضرورة احترام الزيارة البابوية، ليكون الرهان على أمل تأجيل الضربة حتى نهاية العام، في ظل المهلة التي تردد طرحها من الولايات المتحدة لاتخاذ خطوة فعّالة في عملية حصر السلاح قبل نهاية ديسمبر 2025.

وسبق وصول البابا إلى بيروت ما وُصف بـ"تأجيج" إيراني وتدخل سافر في الشأن اللبناني وإعطاء ذرائع أكبر لإسرائيل بالتعدي على لبنان، وذلك عندما خرجت تصريحات من السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، أكد فيها أن طريقة اغتيال القيادي في حزب الله، أبو علي الطبطبائي، ستؤدي إلى تغيير في النظرة الاستراتيجية داخل الميليشيا اللبنانية، وأن إسرائيل تجاوزت السقف الذي التزمت به من خلال عملية الاغتيال.

كما أعلن أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن الرد آتٍ لا محالة على تل أبيب، ليتجاوز بذلك كافة أشكال التقاليد والخطوط الدبلوماسية.

ويقول القيادي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، إن التدخل الإيراني في بلاده هو واقع الحال منذ أن أصبح حزب الله جزءًا من الحرس الثوري بداية ثمانينيات القرن الماضي وصولًا إلى الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن التنظيم يعتبر نفسه حال إيران التي تتصرف على هذا الأساس مع لبنان، على أنه مقاطعة لها أو بالأحرى موقع عسكري يحتله فيلق تابع للحرس الثوري، في إشارة إلى حزب الله.

وبيّن السياسي اللبناني والنائب السابق، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما صدر عن السفير الإيراني، ستتخذ منه إسرائيل في هذا التوقيت ذريعة لاعتبار أن إيران تمثل خطرًا عليها انطلاقا من لبنان، وتل أبيب تحتاج المزيد من الذرائع في هذا التوقيت، وفق تقديره.

وشدّد علوش على أنه مع تصريحات السفير الإيراني التي تؤجج الداخل وتعتبر تدخلاً في شؤون لبنان، فإنه من المفترض أن يقوم وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي باستدعاء السفير وتأنيبه، وسط وجود دعوات لسحب السفراء ومقاطعة إيران، وهو الأمر الذي يجب أن يُدرس بعناية خلال الأيام المقبلة، بحسب رأيه.

أما الباحث السياسي اللبناني ربيع ياسين، فأكد أن كلام السفير الإيراني بأن ردّ حزب الله على اغتيال الطبطبائي سيكون حتميًا، وكان قد سبقه حديث لمستشار المرشد الإيراني علي روحاني حول أن السلاح بالنسبة للبنانيين أهم من الخبز والمياه وأن نزعه سيؤدي إلى فوضى، يؤكد أن قرار حزب الله لا يزال لدى طهران، وهي التي تقرر متى تُفتح الحرب وشكل الرد والآلية، وهو ما سيؤثر على لبنان في هذا التوقيت الصعب ويعطي ذريعة أكبر لإسرائيل بالاعتداء عليه.

وأوضح ياسين في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن إيران بهذا الرد تستخدم لبنان في المواجهة مع إسرائيل، مما يزيد من التوتر والتهديد في وقت يزور فيه بابا الفاتيكان بيروت، وهو الحضور الذي يُعوّل عليه منع التصعيد. لكن المؤشرات الحالية تقول، حتى الساعة، إن المرحلة القادمة ستكون حاسمة وفاصلة.

وتابع ياسين أن "لبنان بكافة مكوناته، على أعتاب مرحلة خطرة جديدة، وهذا ما تريده إيران بالضبط"، مشيرًا إلى أن هذا هو أسلوب طهران منذ ثورة الخميني، بالعمل على تسخير أذرعها للدفاع عنها وتحقيق مصالحها على حساب أوطانهم.

وأردف ياسين أنه ليست هناك أي مشكلة بالنسبة لإيران إذا دُمّر لبنان وشعبه وحتى المنطقة بأكملها، لكن المهم أن يكون في يدها ورقة التفاوض مع الجانب الأمريكي بملف السلاح.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC