الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

الرد أم الصمت.. اغتيال الطبطبائي يضع حزب الله أمام "معادلة مستحيلة"

جانب من تشييع جثمان هيثم طبطبائيالمصدر: رويترز

يرى خبراء أن اغتيال القيادي هيثم الطبطبائي، وضع حزب الله أمام أعقد معادلاته منذ سنوات، بعدما هزت العملية "توازن الردع" ودفعت الحزب إلى زاوية ضيقة بين الرد العسكري الذي قد يفتح الباب لحرب واسعة، والصمت الذي يهدد بنيته المعنوية ومكانته داخل بيئته.

ويؤكد الخبراء أن خطورة المرحلة تتصاعد لأن إسرائيل لا تنتظر ذريعة لشن هجوم واسع، فيما يبحث حزب الله عن صيغة تحفظ ما تبقى من مكانته في ظل تراجع قدراته وتوالي الضربات التي استهدفت عمق قياداته.

أخبار ذات علاقة

صورة توضيحية للمناطق التي سيطر عليها الجيش من حزب الله

الضغط يتفاقم.. هل يقدم لبنان خطة مقنعة لحزب الله قبل "انفجار" ديسمبر؟ (إنفوغراف)

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العميد جورج نادر، إن عملية اغتيال الطبطبائي، أثرت في المسار العسكري والقدرة القتالية لحزب الله، مشيرًا إلى أن الحزب الآن أمام خيارين أحلاهما مر إما عدم الرد وهذا يشكل معضلة، وإما أن يرد ويرفع معنويات مقاتليه؛ ما يدفع إسرائيل للرد بشكل "هستيري" وساحق، ولا يستطيع لا حزب الله ولا الحكومة اللبنانية تحمّل نتائجه.

وأضاف نادر لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل لا تفتّش عن عُذر للرد على اغتيال الطبطبائي، ويكون حزب الله للمرة الأولى منذ عام بعد اتفاق وقف إطلاق النار أمام خيارات صعبة، إذ سيكون الرد الأول للحزب، حيث ستأخذ إسرائيل هذا الرد ذريعة لقصف المنشآت الحيوية والبنى التحتية لحزب الله، وربما المنشآت التحتية للدولة اللبنانية، لأن إسرائيل تعتبر الأخيرة متواطئة مع الحزب.

وأوضح أن في حال عدم رد حزب الله، سيخسر معنويًّا؛ ما سيزيد منسوب التصدع لدى مقاتلي الحزب وتُضرب معنوياتهم، إلى جانب البيئة والحاضنة الاجتماعية؛ ما سيخسر شرعية بين مؤيديه وكذلك خصومه.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الأيام القادمة حُبلى، وعلى الجميع الانتظار، خاصة أن الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قال "سنحتفظ بالرد في المكان والزمان المناسبين"، مستبعدًا أن يكون هناك رد منهم ضمن الأراضي اللبنانية، ملمّحًا إلى أن الرد قد يكون من "الجنوب السوري"، أو قد يكون هناك عملية اغتيال لـ "مسؤول إسرائيلي" في الخارج، خاصة أن حزب الله يملك خلايا كثيرة خارج البلاد.

واختتم نادر حديثه قائلًا: "إن طبيعة الرد من عدمه، لن تثني إسرائيل عما تقوم به، لكن في حال ردَّ حزب الله، فسيكون الرد الإسرائيلي مزلزلًا بحيث لا يمكن تحمل نتائجه، وسيزيد نقمة الشعب اللبناني على حزب الله وبالأخص خصومه، فضلًا عن بيئته، وفي كلتا الحالتين ما من خاسر إلا حزب الله".

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي ماجد خليل، أن حزب الله يبحث عن مخرج ليس للرد على إسرائيل بقدر ما يستعيد به مكانته التي تضعضعت جدًّا بعد كمّ الاغتيالات الأخيرة؛ ما يدلل على أن فكرة القوة التي كان يتباهى بها تلاشت، وما من إمكانية لاستعادتها حاليًّا بعد كل ما حدث.

وأضاف خليل لـ"إرم نيوز"، أن رد حزب الله غير متكافئ لأنه شبه محاصر ولم يعد يملك القدرة القتالية التي يقارع بها خصمًا مثل إسرائيل، وهو لا يزال بطريقة أو أخرى يعتمد على رد خارجي قد يكون بمساعدته، سواء من إيران أم من الحوثيين في اليمن، وحتى رسم دور خفي له في الجنوب السوري.

وبيّن أن الحرب باتت على الأبواب وإسرائيل لا تبحث عن ذريعة للبدء بها، وليس أمام حزب الله إلا الرد بموقع المدافع لا المهاجم، وحينها سيكشف نفسه ومناطق صواريخه، وهذا ما تريده إسرائيل بكل تأكيد.

واختتم خليل أن حالة اختناق لبنان بسبب حزب الله أصبحت غير مقبولة لشريحة واسعة من الشعب اللبناني، وعدم رده لا يأتي في سياق المحافظة على لبنان، بقدر ما هو عدم إمكانية واضحة، فباغتيال الرجل الثاني في الحزب لم يحرّكوا ساكنًا، وهذا يعني أن أي حرب مقبلة ستجْهز على ما تبقى من القدرة العسكرية له، لتُطوى بذلك صفحة حزب الله بشقه العسكري نهائيًّا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC