logo
العالم

أزمة السفير الإيراني في لبنان.. بروتوكول معطّل أم نهاية نفوذ؟

وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي ونظيره الإيراني عباس عراق...

أصبحت أزمة اعتماد السفير الإيراني الجديد في  بيروت مؤشرًا واضحًا على صدام متصاعد بين لبنان وطهران، حيث يسعى لبنان لاستعادة سيادته على قرارات الحرب والسلم، بينما تتمسك إيران بحزب الله كآخر ركيزة لنفوذها الإقليمي في الدولة اللبنانية.

أخبار ذات علاقة

تجمع لأنصار مليشيا حزب الله اللبناني

تأجيل حاسم لملف حزب الله.. خطوط حمراء أمريكية تفرض "الصبر الاستراتيجي"

من جهته صعّد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي لهجته تجاه إيران، واصفًا دورها في لبنان والمنطقة بـ"السلبي للغاية"، وقال إن على طهران التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ووقف تمويل وتسليح الجماعات المسلحة غير الشرعية، في إشارة واضحة إلى حزب الله.

وكشفت مصادر أن التوترات الحالية جاءت بعد تقارير تحدثت عن تأخُّر وزارة الخارجية اللبنانية في اعتماد السفير الإيراني الجديد الذي عينته طهران في أكتوبر؛ ما فسره محللون على أنه محاولة من بيروت لإرسال رسالة لطهران حول احترام السيادة الوطنية، ورغم تأكيد إيران عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن العلاقات الثنائية "طويلة الأمد وقوية"، فإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول أهمية أسلحة حزب الله تعكس رفض طهران التنازل عن نفوذها في لبنان.

أخبار ذات علاقة

نتنياهو وترامب في لقاء سابق

الحد الفاصل بين "العمل الجراحي" والحرب الشاملة.. ماذا يحمل 29 ديسمبر لحزب الله؟

من جانبه رفض رجّي، زيارة طهران تحت الظروف الراهنة، واقترح عقد لقاء في دولة ثالثة، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبالمقابل، أعرب نظيره الإيراني عباس عراقجي عن استعداده لزيارة لبنان، واصفًا موقف رجّي بـ"المحير".

ويرى مراقبون أن هذه الأزمة تأتي في وقت تحاول فيه السلطات اللبنانية فرض سيطرتها على كل الأسلحة في البلاد، في خطة تشمل نزع سلاح حزب الله، بعد ضغط أمريكي مستمر على بيروت؛ فحزب الله، المدعوم من إيران، يرفض التخلي عن ترسانته، مستندًا إلى ما يصفه بمحاولات الضغط الإسرائيلي والأمريكي، فيما تواصل إسرائيل استهداف عناصر الحزب في جنوب لبنان، في غارات تهدف إلى منع إعادة التسلح بعد الحرب الأخيرة.

ويعتقد محللون أن أزمة اعتماد السفير الإيراني ليست مجرد خلاف دبلوماسي عابر، بل هي مرآة لصراع أعمق بين لبنان الساعي لاستعادة سيادته وطهران المتمسكة بمشروعها الإقليمي عبر حزب الله؛ ما يجعل مستقبل العلاقات بين بيروت وطهران محل مراقبة دقيقة، وسط قلق من أن يتحول هذا الصدام إلى مواجهة مفتوحة على الأرض والدبلوماسية معًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC