ترامب: أجريت محادثات جيدة مع قادة أوروبيين بشأن أوكرانيا

logo
العالم العربي
خاص

مهمة "خطيرة" لعراقجي في بيروت.. هل بدأ العد التنازلي لتغيير قيادة حزب الله؟

عباس عراقجيالمصدر: رويترز

كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، المقررة إلى العاصمة بيروت، تمهد لإجراء تغييرات واسعة في الهيكل القيادي الأول داخل حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام نعيم قاسم.

وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز" أن زيارة عراقجي تحمل أبعاداً سياسية مرتبطة بالجدل الدائر حول تبادل الزيارات مع نظيره اللبناني يوسف رجي، لكن المهمة الأساسية الموكلة إليه من الحرس الثوري تتجاوز ذلك، وأشارت إلى أن الوزير الإيراني يسعى لرصد المناخ العام داخل حزب الله، بلقاءات مباشرة مع قياداته والشخصيات المؤثرة فيه، بهدف نقل صورة دقيقة عن الأوضاع الداخلية إلى صناع القرار في طهران.

وأشارت المصادر إلى أن هذه المعلومات ستُستخدم في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التغييرات المرتقبة على رأس التنظيم، وفي مقدمتها مصير نعيم قاسم، الذي تعتبره طهران غير مناسب لقيادة الحزب في هذه المرحلة الحرجة وتحدياتها المعقدة، ولا يرقى لمستوى سلفه حسن نصر الله.

وكان عباس عراقجي أعلن، مؤخرًا، أنه سيسافر إلى بيروت لإجراء محادثات بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره اللبناني رجي، الذي كان رفض زيارة طهران لإجراء محادثات مباشرة.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

"أمر مدهش".. عراقجي يرد على رفض نظيره اللبناني دعوة لزيارة طهران

وجاء في بيان عراقجي عن قيامه بالزيارة إلى بيروت، أن قرار وزير خارجية لبنان، بعدم قبول الدعوة المتبادلة لإيران، رغم حسن ضيافته خلال زيارته السابقة إلى لبنان، يمثل أمرًا مدهشًا، مشيرًا إلى أن الوزراء في الدول التي تربطها علاقات أخوية وعلاقات دبلوماسية كاملة لا يحتاجون إلى مكان محايد للقاء، مؤكدًا أن طهران تسعى إلى فتح "فصل جديد في العلاقات الثنائية مع لبنان.

وكان رجّي أعلن أنه لم يقبل دعوة نظيره الإيراني عراقجي لزيارة طهران، مقترحًا بدلاً من ذلك أن تُعقد المفاوضات في دولة "ثالثة ومحايدة" يتفق عليها الطرفان، موضحًا أن "الظروف الحالية" كانت السبب وراء رفضه، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وأكد أن لبنان مستعد لفتح صفحة جديدة من العلاقات البناءة مع إيران، شرط أن تقوم هذه العلاقات على الاحترام المتبادل، والاعتراف الكامل باستقلال وسيادة كل طرف، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، في إشارة واضحة إلى حزب الله اللبناني وارتباطه الوثيق بإيران.

وبين مصدر دبلوماسي لبناني رفيع المستوى، أن من أبرز المهام التي سيعمل عليها عراقجي خلال زيارة بيروت، تأهيل عملية إعادة ترتيب البيت الداخلي في حزب الله في وقت تفيد فيه معلومات أن طهران غير راضية عن أداء الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم وأن هناك ترتيبًا في طهران.

وبحسب المصدر اللبناني في تصريحات لـ"إرم نيوز"، فإن عراقجي يضع في صدارة ملفاته، عملية التمهيد لإجراء تغييرات كبيرة وواسعة ستطال قيادة التنظيم ولا يستبعد من خلالها استبدال نعيم قاسم الذي يعتبر رجل دين، ليحل مكانه رجل سياسة من داخل الحزب، ولا سيما أنه لم يقدم الأداء المطلوب في هذه المرحلة العصيبة، مقارنة بالأمين العام السابق حسن نصر الله.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

عراقجي يعلن عن زيارة إلى بيروت لإجراء محادثات

وأوضح المصدر، أن عراقجي ليس له علاقة بالبيت الداخلي لحزب الله ولكنه يحضر لنقل أجواء وسماع آراء في وقت يقوم فيه المرشد الإيراني بتوكيل ملف التنظيم، للحرس الثوري الذي يعتبر صاحب أي تصرف يخص حزب الله.

واستطرد المصدر أن هناك خللًا ترصده طهران منذ تولي قاسم منصبه في عدة ملفات، أبرزها عدم التفاهم السياسي وتراجع تحالفات حزب الله بالداخل اللبناني، وهو ما كان له ارتداد على الجناح العسكري والأمني للميليشيا.

وبدوره، يؤكد الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن اللبناني عماد الشدياق، أن هذه الزيارة تعكس أن الدبلوماسية الإيرانية تتعامل بذكاء كبير وتدرك كيفية التفاوض وأسس الربح.

وفسر الشدياق في تصريحات لـ"إرم نيوز" ذلك بالقول، إن ما خرج على لسان الوزير اللبناني يوسف رجي، بتعذر الذهاب إلى طهران، تلقفه الجانب الإيراني بدهاء وأعاد صياغته وهو ما انعكس في بيان صادر عنهم بالتأكيد أن أي علاقات دبلوماسية بين أي دولتين، لا تمنع اللقاءات المباشرة وبالتالي أحبط فحوى التصريحات التي خرجت من نظيره اللبناني، بأن هناك عقبات تمنع ذهابه إلى طهران.

وأشار الشدياق إلى أن بالمبدأ هناك أمام رجي، دولة تجمعها ببلاده علاقات دبلوماسية وهناك سفير لبناني في طهران، فكيف لا يذهب وزير الخارجية وكيف يكون أمامه عقبات؟!" 

وذكر الشدياق أن عراقجي وافق على دعوة نظيره اللبناني بزيارة بيروت لأن الهدف الإيراني هو البقاء على مقربة من لبنان والتدخل في صناعة السياسة الخارجية له، مشيرًا إلى أنه كان على الوزير اللبناني أن يتبنى النبرة العالية المرتبطة بالسيادة والندية وفي الوقت ذاته، ألّا يقطع العلاقة مع طهران، وذلك لعدة اعتبارات أهمها معضلة سلاح حزب الله المرتبط بإيران.

واستكمل الشدياق أن مسألة السلاح لا تحل بالحوار مع حزب الله ولكن مع إيران والضغط عليها وإقناعها بأن مسألة السلاح لم تعد مفيدة سواء لبيروت أو طهران وبالتالي لا بد من أن يتم حصر السلاح بيد الدولة.

واعتبر الشدياق أن هناك عدة أسباب لموافقة عراقجي على الدعوة لزيارة بيروت، أولها الرغبة في البقاء بشكل قريب من صناعة السياسة الخارجية اللبنانية، ثانيًا، تسجيل نقطة على الخارجية اللبنانية، بالإضافة إلى بحث التطورات مع حزب الله فيما يتعلق بنزع سلاحه والتعامل مع ذلك.

وعلى جانب آخر، أشاد الباحث في مركز ستاندرد للدراسات والأبحاث والمختص في الشأن الإيراني، الدكتور فرهاد دزيي، بطريقة تعامل وزير الخارجية اللبناني، معتبرًا أن رجي  يقدم مواقف سياسية منضبطة ومن بينها رفضه زيارة طهران في وقت يهرول على أثر ذلك عراقجي إلى هناك.

وبين دزيي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رجي يغرد خارج سرب الطبقة الحاكمة في لبنان، في ظل حديث الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، بخجل، على حد وصفه، عن نزع سلاح حزب الله، وذلك في الوقت الذي شهد إحباط تهريب شحنات أسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية.

استعدادات إسرائيل لحرب محتملة ضد حزب الله

وصرح دزيي أن "عراقجي بزيارته يريد ألا تخسر بلاده الساحة اللبنانية، في ظل تطورات الأوضاع ومستجداتها بعد دخول بيروت في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب ضمن لجنة الميكانيزم، وخروج الملف الحوثي بشكل كبير من يد طهران، بالتزامن مع الخطة الأمريكية للتعامل مع الميليشيات الإيرانية".

وذكر دزيي أن "طهران لا تريد أن ترفع يدها عن لبنان، لأن الأخير والعراق هما آخر قلاعها للتستر وراءهم والتفاوض عليهم، حتى لا يضرب الداخل الإيراني"، لافتًا إلى أن "عراقجي يستهدف عبر زيارته لبيروت، تهدئة الوضع السياسي تجاه بلاده في ظل ما يشعر به الشارع اللبناني بأن الحرب المدمرة القادمة يستقدمها حزب الله لصالح طهران، بجانب عمله على التأكيد للحاضنة الشعبية الشيعية، أن سلاح حزب الله لحمايتهم من إسرائيل وليس ضدهم".

ولفت دزيي إلى أن "لبنان الآن يقع بين فكي كماشة؛ التهديد العسكري الإسرائيلي والضغط السياسي الأمريكي، ولا سيما أن الولايات المتحدة أبلغت بيروت أنه في حال عدم نزع سلاح حزب الله، سيكون ذلك بضربة إسرائيلية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC