logo
العالم العربي

"تفاهمات خفية".. آلية تركية إسرائيلية لتقاسم النفوذ في سوريا

"تفاهمات خفية".. آلية تركية إسرائيلية لتقاسم النفوذ في سوريا
إسرائيل وتركيا؟المصدر:
11 مايو 2025، 8:35 م

أكد خبراء مختصون في شؤون الشرق الأوسط، أن تركيا وإسرائيل بدأتا بتبني آلية غير معلنة تهدف إلى خفض التوترات وتقاسم النفوذ في سوريا، وذلك بعد تغير المعادلة السياسية في دمشق، وتزايد التنافس على الجنوب السوري والحكم الذاتي الكردي.

ويأتي ذلك في ضوء لقاءات في العاصمة الأذربيجانية باكو، وبرعاية منها، أسفرت عن تفاهمات غير رسمية حول قواعد اشتباك جديدة تهدف إلى منع التصعيد العسكري، وسط سعي كل طرف لتثبيت وجوده من دون المساس بمصالح الآخر، مع بقاء الخلافات الأساسية حول مستقبل الجنوب السوري ومسألة الحكم الذاتي الكردي.

أخبار ذات علاقة

قوات تركية

إعلام عبري: تركيا تخطط لإقامة 7 قواعد عسكرية في سوريا

الاستقرار وإعادة البناء

وفي هذا السياق، قال المتخصص بالشؤون الإسرائيلية، تحسين الحلبي، لـ"إرم نيوز" إنه "مع الدور الواضح لتركيا في تأييد ومساعدة الشعب السوري من خلال القيادة الجديدة على الانتقال إلى مرحلة الاستقرار وإعادة البناء، من الطبيعي أن تحاول إسرائيل عرقلة هذا الدور، لذلك من مصلحة تركيا أن تحافظ على استقرار سوريا.

أما بالنسبة لإسرائيل، أوضح الحلبي أنها استغلت الظرف الجديد وبدأت بالتوسع وبناء مواقع عسكرية، بذريعة أنها لا تريد أن ترى في المنطقة الممتدة من القنيطرة حتى حدود الجولان أي قوات عسكرية سورية، مبينًا أنه في ظل العهدين السابق والحالي لا يوجد أي تواجد عسكري سوري في هذه المنطقة.

استياء واضح

وبيّن الحلبي أن علاقات القيادة الجديدة وعمقها مع تركيا سببت استياءً واضحًا لإسرائيل، لتبدأ بعد ذلك بإطلاق التهديدات انطلاقًا من السويداء، وهذا أمر لا يساعد على استقرار سوريا، بل يهدف إلى تفتيتها وتقسيمها، وفي الوقت نفسه خلق بؤرة أزمات بين السويداء وحكومة دمشق.

وأشار إلى أن من حق تركيا أن تعمل على ضمان استقرار سوريا وتحصينها أمام هذا التدخل الإسرائيلي، وبالوقت نفسه، تتفادى إسرائيل أي صدام معها، فالتنسيق بين الطرفين سيكون لمصلحة سوريا، وبرعاية أمريكية، بهدف إبعاد أي خطر إسرائيلي عن الجنوب وغيره، وفق قراءته.

حدود النفوذ

من جانبها، قالت المتخصصة في الشؤون التركية، الدكتورة هدى رزق، إنه تم اللقاء بين الحكومتين التركية والإسرائيلية في باكو للمرة الثالثة، مع الإشارة إلى أن أذربيجان كانت هي الوسيط وهي البلد الذي التقى فيه الأتراك والإسرائيليون، حيث لم يكن هناك توافق في المرة الأولى، بينما جاء هذا اللقاء للتوفيق بين الطرفين على حدود نفوذ كل منهما.

وأضافت رزق، لـ "إرم نيوز"، أن إسرائيل تبدو حريصة على ألا يكون هناك ما يعكر أمنها، وبالنسبة لها يجب أن يكون الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، إلى جانب تفاصيل دقيقة أخرى، من بينها تثبيت قواعد عسكرية إسرائيلية في الجنوب، كما طلبت من تركيا عدم الاقتراب أيضًا من وسط سوريا.

تقاسم النفوذ

ولفتت رزق إلى أن إسرائيل حدّت من النفوذ التركي، بما في ذلك الساحل السوري، حيث يبدو أن تل أبيب حريصة على عدم وجود قوة عسكرية تركية أو قواعد لها في هذه المنطقة، بينما وافقت تركيا على هذا الأمر واكتفت بنفوذها في مناطق الشمال.

وأوضحت أن ما يهم تركيا بالفعل هو ألا يكون هناك حكم ذاتي كردي، وهو أمر يتعلق بالجانب الأمريكي وليس الإسرائيلي، لكنه يشير دون أدنى شك إلى قبول تركيا لطلبات إسرائيل التي تملك أوراق ضغط أكثر من تركيا، وفق قولها.

أخبار ذات علاقة

سيارات أمنية في الساحل السوري

خاص- بقيادة رامي مخلوف.. حزب علوي يسعى لحكم ذاتي في الساحل السوري

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC