الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش

logo
العالم العربي

مستشار أمني عراقي: نسعى لتعاون مع دمشق لضبط الحدود وتبادل المعلومات

مستشار أمني عراقي: نسعى لتعاون مع دمشق لضبط الحدود وتبادل المعلومات
الحدود السورية العراقيةالمصدر: أ ف ب
10 مايو 2025، 8:42 ص

قال مخلد حازم، المستشار الأمني لرئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، إن العراق يسعى لبناء غرفة عمليات مشتركة، وضبط الحدود من الجانبين، وتبادل معلومات أمنية، ووصف زيارة الوفد الأمني العراقي إلى سوريا بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح.

وتحدث عن تأثير الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا على البلدين، خاصة في ظل المخاوف من عودة نشاط تنظيم "داعش". كما علق على التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن تقليص نفوذ بعض الميليشيات المسلحة داخل الحشد الشعبي.

أخبار ذات علاقة

عناصر في الحشد الشعبي

"تحرير العراق من إيران".. مشروع قانون أمريكي يستهدف "الحشد الشعبي"

 وأوضح حازم في حوار مع "إرم نيوز" أن النظرة الأمريكية للحشد والفصائل مبنية على قناعة بأن الطرفين يشكلان امتدادا لما يسمى بـ"محور المقاومة"، وأن لديهما رؤية واحدة وعلاقات خارجية مشتركة.

زار وفد حكومي عراقي رفيع دمشق مؤخرا، في خطوة فُسّرت بأنها كسر لحالة التردد في العلاقة مع سوريا.. ما تقييمكم لهذا التحرك؟ وهل تخطت قوى الإطار التنسيقي صدمة سقوط بشار الأسد؟
زيارة الوفد الأمني العراقي إلى سوريا خطوة في الاتجاه الصحيح، فيجب أن يكون العراق سبّاقا في التواصل مع سوريا؛ لأن استقرار سوريا ينعكس مباشرة على استقرار العراق. 

بيننا حدود تتجاوز 610 كيلومترات، وأي تغيير هناك قد يؤدي إلى تسرب الجماعات الإرهابية، لذلك يسعى العراق لبناء غرفة عمليات مشتركة، وضبط الحدود من الجانبين، وتبادل معلومات أمنية، فالارتباط مع سوريا ليس فقط جغرافيا، بل أيضا اقتصادي ومجتمعي.

لهذا، فإن الانفتاح السياسي والدبلوماسي والأمني مع سوريا يصبّ في مصلحة العراق أولا؛ لأن أي فوضى أو نزاع على الأرض السورية ستصل آثاره إلى الأراضي العراقية. وهذا معروف ضمن الأعراف والقوانين الدولية.

تشهد الساحة السورية انسحاباً تدريجياً لقوات التحالف الدولي، هل ينعكس ذلك مباشرة على الوضع الأمني في المناطق الحدودية العراقية؟

الرؤية التي كانت سائدة سابقًا بخصوص المناطق الغربية والشمالية وموقفها من الحركات الراديكالية تغيّرت على نحو كبير. 

اليوم هناك تضامن ووحدة قرار مجتمعيان، وثقة متبادلة بين المواطن والقوات الأمنية، فالحدود الآن شبه مؤمّنة. لا يوجد أمن مطلق بالتأكيد، لكنّ هناك مسكا حقيقيا للحدود العراقية السورية، وتعاونا مستمرا مع العشائر والمدن التي عانت سابقا من داعش.

لذلك أعتقد أن هناك وعيا وأملا راسخا يمنع تكرار سيناريو التسلل وإيجاد الحواضن كما حدث سابقا.

أخبار ذات علاقة

عناصر من ميليشيا عراقية

خاص- انتخابات العراق.. ميليشيات تتسلل إلى الساحة عبر وجوه مدنية

 في ضوء هذه الانسحابات، هل تتخوّفون من تدفّق عناصر متطرفة أو تهديدات عابرة للحدود؟ وما رؤيتكم لحماية المدن الغربية من أي تسلل أو هجمات مفاجئة؟
انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، نراه في الغالب إعادة تموضع وانتشار، وترتيب أوراق داخل بعض القواعد التي لم تعد ضرورية، وهذا لا يعني انسحابا كليا، بل ربما تقليص أعداد، وتعزيز قواعد أخرى.

الأرض السورية ليست مهيأة حاليا لانسحاب كامل، وهناك تقارير دولية تؤكد أن "داعش" لا يزال موجودا وينشط مؤخرا، وترْك الوضع بهذه الطريقة خطر، خصوصا أن "داعش" يتواجد في مناطق غير ممسوكة أمنياً بالكامل، مثل شرق الفرات، والبادية السورية، والحسكة، وبعض السجون والمخيمات مثل الهول. 

أعتقد أن الانسحاب تكتيكي، والعراق يتعامل بحذر، وعملية مسك الحدود العراقية مستمرة بشكل متكامل، ولا أعتقد أن "داعش" سيعود كما كان، فلن يستطيع أن يخترق الأراضي أو يكسر الحدود ويحلم بدولة التمكين مرة أخرى، لكن قد تحدث عمليات هنا وهناك.

تقارير صحفية أوردت معلومات عن معسكرات لسوريين موالين للنظام السابق داخل الأراضي العراقية، في صحراء الأنبار، ما طبيعة هذه التحركات إن وجدت فعلا؟ وإلى أي مدى هناك سيطرة فعلية وجدية في منع نشوء تنظيمات كهذه؟
لا يمكن الاعتماد على كل ما يُنشر في مواقع التواصل والتقارير الإخبارية. صحراء الأنبار منطقة مكشوفة، وليست رخوة كما في بعض مناطق شمال العراق، وإن كان هناك وديان مثل وادي حوران، لكنها مناطق مفتوحة، وأستبعد أن تكون مواقع لتدريب عناصر من الجيش السوري السابق.

هناك رفض عشائري وشعبي لتواجد مثل هذه الجماعات التي قد تسبب إرباكا أمنيا أو سياسيا. ما حصل سابقا أن بعض عناصر الجيش السوري دخلوا العراق خلال الأزمة، وتم استقبالهم، لكن بعضهم عاد إلى بلاده، والباقون تم حصرهم في معسكرات وتطويقهم بجهاز أمني متكامل، كما تم التضييق على تحركاتهم، وهناك الآن نقاشات دولية لتوطينهم في دول أخرى.

كيف تنظرون إلى التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن ضرورة تقليص نفوذ بعض الميليشيات المسلحة داخل الحشد الشعبي؟

 

الجانب الأمريكي لا يرى أن الفصائل معزولة عن الحشد الشعبي، ففي كثير من التصريحات يرد أن الجانب الأمريكي يعتبر أن الفصائل و"الحشد" جهة واحدة، وُلدت من رحم واحدة، وعندما يتحدثون عن الفصائل فهم يقصدون الحشد، والعكس صحيح.

وفي فترة من الفترات، عندما حصلت استهدافات لمواقع الحشد الشعبي، وُجه السؤال للأمريكيين، فأجابوا بأنهم لا يفرّقون بين الاثنين؛ لأن من يمتلك فصيلاً لديه لواء في الحشد، ومن يمتلك لواء في الحشد لديه فصيل، لذلك فمن وجهة نظرهم، يسعون إلى إنهاء هذا المسمى نهائياً، باعتباره جزءاً من "محور المقاومة" ووحدة الساحات، ولديه ارتباطات خارجية، لذلك، فالهدف هو إنهاء هذا الوجود بصورة نهائية.

 بشأن المباحثات الدائرة بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، هل العراق جزء من مسرح هذه التفاهمات وفي أي جانب منها؟ 

 

لا توجد بوادر واضحة تشير إلى أن المفاوضات الجارية الآن بين أمريكا وإيران يكون العراق جزءاً منها بشكل فعلي. أساس هذه المفاوضات هو البرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي الباليستي، وملفات أخرى تتعلق بـ"محور المقاومة".

والمفاوضات حتى الآن يلفها الكثير من الضبابية، وأتوقع أن الجولات الأولى كانت مجرد اختبار نوايا، وإذا ما دخلوا فعلياً في العمق فستكون مفاوضات معقدة جدًا؛ لأن هناك رأيين مختلفين تماماً، فأمريكا تريد إنهاء الملف النووي بالكامل، وإيران ترفض التخلي عنه؛ لأنه برأيها جزء من بقاء نظام ولاية الفقيه، وإذا تخلت عنه، فهي تتخلى عن هذا النظام، وهذا قد يدخل الأمور في صراع كبير.

العراق ليس جزءاً مباشراً من هذا الصراع، وهو يحاول أن ينأى بنفسه عن أي إشكال، رغم وجود بعض الفصائل التي تُعد ضمن "محور المقاومة" وتعمل من الأراضي العراقية.

يرى خبراء أن قرار حظر أنشطة الجماعات المعارضة الإيرانية، جاء استجابة لضغوط مباشرة من طهران. ما تعليقكم على ذلك؟ وهل هناك خشية من أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف دولية وإقليمية؟

 

هذا القرار جاء ضمن اتفاق أمني عراقي إيراني سابق، بموجبه تم سحب العناصر المعارضة الإيرانية من المناطق الحدودية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتحديد أماكن تواجدها داخل الأراضي العراقية.

تم استكمال الاتفاق بتقييد نشاطاتهم السياسية والإعلامية، وهذا الإجراء يجب أن يُعمم على كل الحركات المعارضة الموجودة داخل العراق.

نحن نذهب باتجاه بناء دولة واستقرار، ولا يمكن السماح بوجود جماعات مسلحة تتصرف من خارج إطار الدولة. ونأمل أن يكون هذا التعامل متساوياً مع باقي المجموعات، بغض النظر عن مرجعياتها أو اتجاهاتها.

بشأن القمة العربية المرتقبة.. ما المشروع الذي سيطرحه العراق، وكيف برأيك يمكن أن تؤثر وتعزز علاقات العراق بجيرانه؟

 

القمة العربية مهمة جدا بالنسبة للعراق في هذا التوقيت، بغض النظر عن مخرجاتها التي أتوقع أن تكون استثنائية، فالعراق يمثل اليوم حلقة توازن مهمة في المنطقة، وفي وقت كانت فيه بعض الدول تنكفئ عن العلاقة مع العراق، نراها الآن تعود لبناء علاقات متوازنة ورصينة.

العراق بترؤسه للجامعة العربية في هذه الدورة سيكون فاعلًا في عدد من الملفات الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة، والملف السوري، ومحاولات إسرائيل التدخل في الشأن السوري، وكذلك المفاوضات الأمريكية الإيرانية.

هذه الملفات تحتاج إلى وحدة قرار عربي، والعراق عمل بكل جهده من أجل أن تُعقد هذه القمة في بغداد، ليؤكد أنه عاد من جديد ليكون جزءا من الحل، لا جزءا من المشكلة.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC