تسجيل يسيء إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) منسوب إلى رجل درزي، كان محرّكًا لتوتر طائفي واسع شهدته ضواح جنوبية للعاصمة السورية، دمشق، منذ الـ28 من أبريل الماضي، قبل أن تثبت تحقيقات الأمن أنه "مفبرك".
لكن قبل إثبات عدم صحة التسجيل، كان ريف دمشق، يشهد اشتباكات واسعة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في أحداث اندلعت بداية في مدينة جرمانا بريف دمشق ثم امتدت إلى منطقة صحنايا، وأدت لتدخل إسرائيل بالقصف الجوي.
بدأت الاشتباكات أولًا يوم 29 أبريل في ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق، حيث تجمّعت مجموعات مسلحة في الضاحية ذات الأغلبية الدرزية، قادمة من مناطق قريبة أبرزها بلدة المليحة، لتشتبك مع مجموعات درزية في عنف أسفر عن مقتل 13 شخصًا بينهم اثنان من قوات الأمن.
وفي 30 أبريل، امتد التوتر المسلح إلى ضاحية أشرفية صحنايا ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية، عندما هاجمت مجموعات درزية حاجزًا تابعًا لإدارة الأمن العام، وأصابت 3 عناصر، وانتشرت بالتزامن مع ذلك مجموعات أخرى بين الأراضي الزراعية وأطلقت النار على آليات المدنيين والأمن العام على الطرق، وأسفرت عن وقوع 6 قتلى وجرح آخرين.
فيما كان الأول من مايو يشهد انتقال التوتر إلى مدينة السويداء الجنوبية، ذات الأغلبية الدرزية، حيث وقعت اشتباكات في ريف المدينة أسفرت عن مقتل 4 من الطائفة الدرزية.
وبموازاة هذه الأحداث، كانت إسرائيل تجدد تلويحها بالتدخل العسكري لحماية الدروز، فيوم 30 أبريل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن هجومًا تحذيريًا على مجموعة وصفها بـ"المتطرفة"، كانت تستعد لمهاجمة الأقلية الدرزية في بلدة صحنايا السورية بريف دمشق.
ودوّت انفجارات عنيفة في بلدة أشرفية صحنايا نتيجة ضربات جوية إسرائيلية، تزامنت مع تحليق طائرات حربية ومسيرات تابعة لوزارة الدفاع، فيما وقعت إصابات عدة في صفوف قوات الأمن السورية، فيما شهد يوم 2 مايو تطورًا لافتًا بقصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي في دمشق.
انتهت جولة التوتر الواسعة باتفاق في الأول من مايو بين الحكومة السورية وقيادات درزية، على وقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وبسط الأمن، وتشكيل لجنة مشتركة لتحقيق التهدئة، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، ومحاسبة الأشخاص المتسببين بالاعتداء على الأمن، وتعويض المتضررين من الأهالي، لكن الاتفاق يبقى هشًا مع استمرار التوتر والمخاوف من عودة الأمور إلى المربع الأول.