logo
العالم العربي

عودة إلى الخلف.. تل أبيب تحذر من "التسرع" في شن حرب على حزب الله

تجمع لأنصار مليشيا حزب الله اللبناني المصدر: (أ ف ب)

حذرت مصادر أمنية في تل أبيب من مغبَّة "تسرُّع إسرائيل" في شن هجوم عسكري على ميليشيا "حزب الله"، مشيرة إلى أن "الخطوة تشكل خطورة على إسرائيل".

ونقل موقع "والَّا" العبري عن المصادر، أنه "خلافًا لتوجه المستويات السياسية والعسكرية في تل أبيب، ينطوي التصعيد ضد "حزب الله" في الوقت الراهن على تهديد بالغ للمصالح الإسرائيلية".

وأشارت إلى أن "ضعف إيران، وتغيير النظام في سوريا، والسمعة الإيجابية للرئيس اللبناني، والضغط الأمريكي، تدفع جميعها نحو إزالة الخطر القادم من لبنان، أو على الأقل الحد منه، دون تدخل عسكري إسرائيلي".

ودعت إلى "مزيد من الصبر"، لا سيما وأن "عملية تحييد سلاح "حزب الله" قد تستغرق 5 سنوات أو أكثر"، وفق تقدير المصادر.

وألمحت إلى أن إسرائيل لا زالت "عاجزة عن جمع السلاح غير المرخص من عرب وبدو إسرائيل".

وأوضحت أنه "إذا نجحت الولايات المتحدة في وقف تدفق الأموال من إيران إلى "حزب الله"، وهو إجراء لم تتمكن من اتخاذه خلال عام 2025، فلن يواجه "حزب الله" صعوبة في إعادة بناء قوته فقط، بل سيواجه صعوبة في البقاء أيضًا".

وأوصت بإعطاء الدبلوماسية فرصة، مع الاستمرار في تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد أهداف "حزب الله" المهمة، كما يفعل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام.

وعدَّت مصادر تل أبيب 5 أسباب، رأت أنها كفيلة بمنع عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ضد "حزب الله" في الوقت الراهن، ومنها: استقرار الهدوء حاليًا على خط التماس مع لبنان، إذ لا يكتفي "حزب الله" بالتعبير عن استيائه من وجود 5 مواقع إسرائيلية داخل لبنان، بل يشكو أيضًا من الهجمات الإسرائيلية اليومية على أهداف الحزب، ولم يحرك ساكنًا بعد اغتيال قيادته العسكرية البارزة هيثم الطبطبائي قبل نحو أسبوعين.

وعزت السبب الثاني إلى مصلحة لبنان في تحييد "حزب الله"، فلا يدور الحديث حول التزام رسمي فقط، وإنما عن مصلحة لبنانية حقيقية.

ورغم بطء وتيرة تفكيك قدرات "حزب الله"، وتردد الجيش اللبناني في التحرك ضده، إلا أن الاتجاه العام إيجابي، إذ تمثل الخطوة تحديًا صعبًا ومهمة "يتطلب إنجازها سنوات عديدة من الحكومة اللبنانية وجيشها".

ويكمن السبب الثالث في ضرورة تفادي إسرائيل أي احتكاك مع الولايات المتحدة، لا سيما وأن إدارة ترامب تصر على منح الحكومة اللبنانية فرصة.

وإذا شنت إسرائيل حربًا ضد "حزب الله" في وقت يسود فيه الاستقرار على طول الحدود، يؤدي ذلك إلى توتر لا داعٍ له بين تل أبيب وإدارة ترامب.

ويشكك السبب الرابع في قدرة إسرائيل على تفكيك "حزب الله" بالقوة، إذا لم تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءً على الأرض.

وبموجب المصادر، فإنه "رغم امتلاك إسرائيل القدرة على إلحاق الضرر بمواقع "حزب الله" المهمة كما فعلت عام 2024، لكن الحزب لن ينهار في حقيقة الأمر نتيجة لذلك، خاصة أن غالبية قواته متمركزة، كما هو الحال في قطاع غزة، بين السكان المدنيين.

وقالت إن تجدد حرب إسرائيل ضد "حزب الله"، قد يزيد التفاف الشعب اللبناني حوله، لا سيما وأن الحرب قد تلحق دمارًا هائلًا بلبنان.

ويشير السبب الخامس والأخير إلى أنه على عكس قطاع غزة، حيث تؤيد غالبية السكان أيديولوجية حماس، يختلف الوضع في لبنان، إذ يدرك معظم اللبنانيين أن "حزب الله" لم يجلب لبلادهم سوى الدمار والخراب.

يؤيد معظم اللبنانيين، بل وحتى بعض أفراد الطائفة الشيعية، جهود الحكومة الرامية إلى جعل لبنان دولة طبيعية، أي دولة لا يُسمح فيها إلا للهيئات التابعة للحكومة بامتلاك القدرات العسكرية، وفقًا لتقديرات مصادر التقرير العبري.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC