اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
بعد تأكيد مقتل محمد السنوار، وقبل ذلك عشرات القادة من حماس، ترجّح تقارير عديدة أن قيادة الجناح العسكري في الحركة قد آلت بالفعل إلى عز الدين الحداد، المُلقّب بـ "شبح القسام".
ومثل العديد من القادة العسكريين لحماس، كانت المعلومات شحيحة حول عز الدين الحدّاد، الذي تدرّج في المراتب العسكرية من قائد سرية، إلى كتيبة، قبل أن يتم تعيينه، أخيراً، قائداً للواء، بعد الخسارات الكبيرة في الصفوف الأولى للحركة.
لكنّ اسم "الحدّاد" الذي نجا من 6 محولات إسرائيلية لاغتياله، تم تسليط الضوء عليه أكثر في الهدنة الثانية خلال الحرب، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ يكشف تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أن "شبح القسام" قد كُلّف بإعادة بناء البنية التحتية المدنية والعسكرية لحماس خلال فترة هدوء قصيرة في الحرب.
ومن بين مهامه الأخرى ضمان سير عملية تسليم الرهائن بسلاسة، بل كان أحد المسلحين الملثمين الذين كانوا يراقبون إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين، بمن فيهم المواطنة البريطانية المشتركة، إميلي داماري.
تكشف "التايمز" أن الحدّاد، ويُكنى أيضاً بـ "أبو صهيب" قد تولَّى قيادة الجناح العسكري لحماس بعد اغتيال السنوار "الصغير"، الذي أكد الجيش الإسرائيلي مقتله في غارة "دقيقة" على أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة، وهو نبأ أكد صحته أيضاً تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
يُسيطر "الحداد"، الآن، على الحركة في غزة، وذكرت مصادر استخباراتية أنه يحتجز رهائن إسرائيليين، ويملك حق النقض (الفيتو) على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمه مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.
وأعلنت حماس قبولها للاتفاق الحالي من حيث المبدأ، لكنها اقترحت جدولاً زمنياً جديداً للإفراج عن الرهائن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد استنكر ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي، هذا الأمر، ووصفه بأنه "غير مقبول"، وأسف عليه باعتباره خطوة "لن تؤدي إلا إلى التراجع"، ويقول الوسطاء الدوليون إن "الحداد" هو، الآن، العقبة الأخيرة أمام الهدنة.
وقد كان الحداد، ولا يزال، من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، حيث نجا من 6 محاولات اغتيال منفصلة، بدءاً من 2008. ومنذ بداية الحرب الحالية، حاولت إسرائيل قتله 3 مرات، بما في ذلك إرسال قوات إلى منزل كان من المفترض أنه يختبئ فيه، لكن لم يُعثر عليه في أي مكان، فيما قُتل ابنه صهيب، وحفيده في تلك الهجمات.
في 7 أكتوبر ، كُلّف "الحداد" بتنسيق عملية التسلل الأولية إلى الأراضي الإسرائيلية، وحشد القادة تحت إمرته في الليلة السابقة بوثيقة مكتوبة تتضمن تعليمات لتنفيذ الهجوم. حددت الوثيقة 3 أهداف رئيسة، هي: الاختطاف الجماعي، والبث المباشر، وتدمير التجمعات السكنية الإسرائيلية. وعلى وجه الخصوص، أدار "الحداد" عملية الاستيلاء على قاعدة ناحال عوز العسكرية، حيث قُتل أكثر من 60 جندياً إسرائيلياً و15 مدنياً، وهُجّر الكثيرون إلى غزة.
مع مكافأة سابقة قدرها 750 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكانه، يُعرف "الحداد" بحذره الشديد في اتصالاته، حيث يتجنب الظهور علناً أو في وسائل الإعلام، بل تفيد الاستخبارات الإسرائيلية الميدانية أنه يغيّر مكانه باستمرار، ولا يثق إلا بقلة قليلة من الأشخاص خارج دائرته المقربة.
عمل "الحداد" في البداية في الأمن الداخلي إلى جانب يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر، في مطاردة الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل.
يصفه مصدر أمني إقليمي بأنه "آخر القادة المتبقين والوحيدين في الميدان بغزة"، معتبراً أن هذا يعني تعرّضه لضغط هائل، إذا لم يُبرم اتفاقاً".
ويضيف: " الحداد لا يريد أن يُخلّد اسمه في التاريخ كآخر قائد يحكم غزة بعد تفكيكها تحت السيطرة الإسرائيلية، كما عليه من ناحية أخرى أن يُثبت جدارته بالقيادة".