تواصل حركة حماس إخفاء المعلومات المتعلقة باغتيال قادتها العسكريين في غزة، وهو ما يربطه مراقبون بانتظار التوصل لاتفاق جديد مع إسرائيل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتتكتم الحركة على مصير قيادات بارزة في الجناح العسكري لها في قطاع غزة، على رأسهم محمد السنوار، القائد الحالي لكتائب القسام، ومحمد شبانة، قائد لواء رفح، بالرغم من تأكيدات إسرائيلية بنجاح عملية الاغتيال.
واستهدفت إسرائيل مركزًا للجناح المسلح لحماس تحت الأرض بالقرب من مستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع، حيث أشارت تقارير عبرية إلى أن الضربات الجوية العنيفة استهدفت تصفية السنوار وعدد من قادة الجناح المسلح لحماس.
ولاحقًا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل ربما قتلت محمد السنوار، كما رجح وزير دفاعه يسرائيل كاتس أن يكون السنوار قد قُتل في الغارة الإسرائيلية، قائلًا: "لا يوجد تأكيد رسمي؛ لكن وفقاً لجميع المؤشرات، فقد تمت تصفية محمد السنوار".
وقال الخبير في الشؤون الأمنية، رفيق أبو هاني، إن "الصمت الحالي لحماس يشبه صمتها إبان إعلان إسرائيل اغتيال القيادي بجناحها المسلح مروان عيسى"، مشيرًا إلى أن الحركة مضطرة للصمت والإعلان عن مصير السنوار في وقت لاحق.
وأوضح أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك سببين يفسران صمت حماس: الأول فقدانها الاتصال بالسنوار وصعوبة التواصل مع الجهات المرتبطة به بشكل مباشر في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يحدث في كل محاولة اغتيال إسرائيلية".
وأضاف أن "السبب الثاني هو نجاح عملية الاغتيال وتأجيل الحركة الإعلان عن ذلك إلى حين التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل، وهو الأمر الذي حدث في المرحلة الأولى من التهدئة حين أعلنت حماس عن مقتل عدد من قادتها البارزين".
وأشار إلى أن "الأمر يؤكَّد إما بإعلان حماس رسميًّا، أو صدور بيان عن الجيش الإسرائيلي يؤكد نجاح عملية الاغتيال"، مرجحًا أن تكون إسرائيل قد نجحت في اغتيال السنوار وعدد من القادة البارزين في استهداف محيط مستشفى غزة الأوروبي.
وقال المختص في الشؤون الأمنية، جهاد حرب، إن "استخدام إسرائيل لذات الأسلوب الذي اغتالت به الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في استهداف السنوار ورفاقه، يمكن أن يمثل مؤشرًا قويًّا على نجاح عملية الاغتيال".
وأوضح حرب، لـ"إرم نيوز"، أن "قادة حماس في الخارج لا يمتلكون أي معلومات رسمية حول مصير السنوار ورفاقه، إلا أن التقدم الأخير في مفاوضات التهدئة مع إسرائيل يمكن أن يشير إلى نجاح عملية الاغتيال".
وزاد: "محمد السنوار من الشخصيات التي تعرقل التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، والمرونة التي أبدتها الحركة مؤخرًا تشير إلى أن عقبة رئيسية أزيلت من مفاوضات التهدئة"، مرجحًا أن يعلن رسميًّا من حماس عن مقتل السنوار وعدد من القيادات خلال سريان أي اتفاق للتهدئة مع إسرائيل.
وختم بالقول: "لا يمكن لإسرائيل أن تشير إلى نجاحها في حادثة اغتيال دون معلومات مؤكدة وصلت للمستوى السياسي بهذا الشأن، وهذا ما كان واضحًا إبان اغتيال القائد العام للقسام محمد الضيف، حيث نفت حماس نجاح عملية الاغتيال في حين أكدت إسرائيل ذلك، وهو ما أعلنت عنه الحركة في وقت لاحق".
