كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "حماس" عثرت على جثة القيادي الكبير في الحركة محمد السنوار، ودفنتها في قبر مؤقت، مؤكدة بذلك الأنباء الإسرائيلية التي أكدت مقتله في غارة استهدفت اجتماعاً لقيادات الحركة في أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين من حماس وعرب أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت زعيم حماس في غزة هذا الشهر أصابته أثناء حضوره اجتماعاً لكبار قادة الحركة، مما أسفر عن مقتل العديد من العناصر المهمة، وترك فراغاً في قيادتها العليا.
وأضاف المسؤولون أن الغارة الجوية قتلت محمد السنوار، الذي دُفن بهدوء بعد أيام، إلى جانب كبار القادة الآخرين بمن فيهم محمد شبّانة، قائد لواء رفح التابع للحركة.
وقال المسؤولون إن قادة الحركة كانوا قد اجتمعوا داخل نفق في مدينة خان يونس جنوب غزة لمناقشة أمور تشمل نهجهم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل عندما تعرضوا للقصف.
وخالف الاجتماع بروتوكولات حماس الأمنية في زمن الحرب، وأتاح لإسرائيل فرصة لضرب عدة أهداف عالية القيمة في وقت واحد.
وأصبح السنوار الزعيم الفعلي لحماس في غزة بعد أن قتلت إسرائيل، في أكتوبر/تشرين الأول، شقيقه يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. كما قتلت إسرائيل قائد الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى، والعديد من كبار القادة العسكريين الآخرين.
واعتبر مسؤولون أن دقة وتوقيت الضربة الأخيرة أظهرا قدرة إسرائيل الاستخباراتية الكبيرة، لافتين إلى أن "السنوار الصغير" كان معروفاً بحرصه على البقاء بعيداً عن الأضواء، ولم يكن يعلم بتحركاته أو كيفية الاتصال به إلا قلة قليلة من الناس، كما كان يعمل بشكل كبير خلف الكواليس، مما أكسبه لقب "الظل".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في اجتماع برلماني مغلق، بأن السنوار قُتل - على الأرجح - في غارة جوية نُفذت على أرض المستشفى الأوروبي في خان يونس، وفقاً لمسؤول إسرائيلي مُطّلع على مجريات الاجتماع.
ولم تؤكد حماس وفاة السنوار، ويعود ذلك جزئياً إلى أن قيادة الحركة تُجري، حاليًا، دراسة لتحديد من سيتولّى زمام الأمور في القطاع الذي مزقته الحرب، وفقاً للمسؤولين. ومن بين أبرز المرشحين عز الدين حداد، القائد العسكري لحماس في شمال غزة.