إعلام ياباني: رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا سيعقد مؤتمرا صحفيا خلال ساعات
أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، استهداف القيادي البارز في حركة حماس محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار الذي يُعد مهندس هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأتى الإعلان الإسرائيلي بالتزامن مع حراك مكثف من قبل الوسطاء للتوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة.
وبينما لا يزال مصير السنوار مجهولًا حتى الآن، تُشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "اغتياله المحتمل" سيكون ضربة مؤلمة للحركة، خاصة أن السنوار الشقيق ُيعتبر أحد أبرز المعارضين لتقديم تنازلات لإسرائيل.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين وشرق أوسطيين، أن السنوار يُشكّل إحدى كبريات العقبات أمام التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة لمعارضته الشديدة التخلي عن ترسانة الحركة وهو شرط إسرائيلي مسبق لأي هدنة طويلة الأمد.
وقالت الصحيفة إن التجربة السابقة مع اغتيالات مماثلة لقادة كبار في حماس تُثير تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا الاستهداف سيُحدث تحولًا حقيقيًّا في مجريات الحرب، فقد أظهرت الحركة مرارًا قدرتها على امتصاص مثل هذه الضربات، واستمرارها في العمل العسكري والسياسي؛ ما يُشير إلى أن الغارة، رغم أهميتها الرمزية لن تحدث تغييرًا حقيقيًّا في موقف الحركة أو إنهاء الحرب المستمرة.
ضربة موجعة
ورأت الصحيفة، اغتيال محمد السنوار – في حال تأكده- سيكون ضربة موجعة لحركة حماس بعد مقتل العديد من قادتها العسكريين والسياسيين الكبار وهو ما يصعب عليها تعويضه بالكامل، لكنه قد لا يغير من نظرتها الاستراتيجية وقدراتها العملياتية.
وقالت الصحيفة، إن "حماس صمدت لعقود في وجه اغتيالات طالت العشرات من قادتها البارزين، مثبتةً مرارًا وتكرارًا أن بقاءها لا يعتمد على فرد واحد. وقد ثبتت صحة ذلك مجددًا خلال هذه الحرب. فبالإضافة إلى يحيى السنوار، قتلت إسرائيل قادة آخرين، منهم إسماعيل هنية ومحمد ضيف، لكنها فشلت في هزيمة حماس كقوة عسكرية وحاكمة لقطاع غزة".
وأضافت: "بل على العكس، أصبحت حماس أكثر تعنتًا في أعقاب الاغتيالات الكبرى مباشرةً. فقد ترددت الحركة في إظهار ضعفها، حتى وإن أصبحت أحيانًا أكثر مرونة في محادثات وقف إطلاق النار بعد عدة أشهر".
تأثر سلبي
وبعد أن اغتالت إسرائيل هنية، أحد كبار مفاوضي حماس، في يوليو/تموز الماضي، صرّح مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون بأن ذلك كان له تأثير سلبي في محادثات الهدنة، وبعد اغتيال يحيى السنوار، قالت حماس إن اغتياله عزز عزيمتها وتعهدت بمواصلة السير على النهج ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس، حتى في غياب محمد السنوار، لا تزال تحتفظ بعدد من القادة ذوي الخبرة في غزة، من بينهم القيادي العسكري عز الدين الحداد المشرف على ألوية حماس في شمال القطاع، وكذلك محمد شبانة، المسؤول العسكري البارز في جنوب غزة.
ورغم الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها، تمكنت حماس من تعويض قتلاها من صفوف مقاتليها الجدد. وأظهر تقييم استخباراتي إسرائيلي أن حماس لديها أكثر من 20 ألف مقاتل - وهو العدد ذاته تقريبًا قبل الحرب - رغم مقتل الآلاف منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وسلط إطلاق حماس وابلًا من الصواريخ على جنوب إسرائيل مساء الثلاثاء، في إحدى أكبر هجماتها الصاروخية منذ شهور الضوء على ترسانتها الصارخية، حيث أظهرت احتفاظها بعدد من الصواريخ قصيرة المدى وقاذفاتها.
أهداف متناقضة
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول استخباراتي شرق أوسطي رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله، إن "حماس لا تزال تمتلك شبكة أنفاق استراتيجية تحت أجزاء من مدينة غزة".
وأضاف المسؤول أن "وحدة الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس نجت من الحرب دون أضرار تُذكر، وواصلت لعب دور رئيس في الحفاظ على قبضة حماس على السلطة".
وتسعى حماس إلى جرّ الحرب إلى طريق مسدود أمام إسرائيل والبقاء على قيد الحياة كحركة سياسية وعسكرية، وهذان الهدفان المتواضعان نسبيًّا يمكّنانها من الصمود رغم ضراوة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
في المقابل، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إلحاق هزيمة ساحقة بحماس، وإعادة الرهائن المحتجزين سواء أكانوا أحياءً أم أمواتًا. ولطالما استنتج الجنرالات الإسرائيليون أن هذين الهدفين متعارضان.