يُعد النوم عنصرا أساسيا لصحة الجسم والتوازن النفسي، غير أن الإفراط فيه قد لا يكون دائما علامة على الراحة الجيدة.
فبحسب أبحاث حديثة، يرتبط النوم المنتظم لأكثر من تسع ساعات يوميا بزيادة مخاطر الإصابة بمشكلات صحية، وقد يكون مؤشرا على اضطرابات كامنة أكثر منه سببا مباشرا للمرض.
وتشير دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب إلى أن الاكتئاب، والأمراض المزمنة، وتناول بعض الأدوية، وانخفاض النشاط البدني، كلها عوامل قد تؤدي إلى زيادة مدة النوم، وتنعكس سلبا على الصحة العامة.
وأظهرت دراسات وبائية أن الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة قد يكونون أكثر عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 30–50% مقارنة بمن ينامون من 7 إلى 8 ساعات يوميا، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه العلاقة لا تعني بالضرورة أن النوم الطويل هو السبب، بل قد يكون نتيجة لحالات صحية قائمة.
ويُعد الاكتئاب من أبرز العوامل المرتبطة بالنوم المفرط؛ إذ يغيّر أنماط النوم ويزيد الحاجة إلى الراحة، كما تسهم بعض الأدوية النفسية في إطالة ساعات النوم.
كذلك، ترتبط حالات مثل السكري، وقصور الغدة الدرقية، وأمراض القلب والجهاز التنفسي، واضطرابات المناعة والجهاز العصبي، بزيادة الحاجة إلى النوم.
وتلعب أنماط الحياة دورا إضافيا؛ إذ يرتبط انخفاض النشاط البدني والروتين غير المنتظم بزيادة النوم، بينما يقلل النشاط المنتظم من ذلك.
ويخلص الباحثون إلى أن النوم الطويل قد يكون إشارة تحذيرية تستدعي الانتباه والفحص الطبي، مؤكدين أهمية النظر إلى الحالة الصحية والنفسية الشاملة، لا عدد ساعات النوم فقط.
