مقتل 8 أشخاص بغارات أمريكية على 3 مراكب في شرق المحيط الهادئ
هل لاحظت يوماً أنك تستيقظ أحياناً قبل أن يرن المنبه؟ هذه ليست صدفة، بل نتيجة عمل دقيق يقوم به جهاز ضبط الوقت الداخلي في جسمك، المعروف بـ"الإيقاع اليومي"، الذي يتحكم في دورات النوم والاستيقاظ وينسقها مع الضوء ودرجة الحرارة والعادات اليومية.
تشير دراسة نُشرت في مجلة Frontiers in Neuroscience، إلى أن الساعة البيولوجية الرئيسة للجسم تقع في منطقة بالدماغ تُعرف بالنواة فوق التصالبة (SCN).
وهذه المنطقة تتلقى إشارات من خلايا حساسة للضوء في شبكية العين، فتنسّق توقيت النوم والاستيقاظ، وتنظم عمليات أساسية مثل إفراز الهرمونات ودرجة حرارة الجسم والتمثيل الغذائي؛ ما يساعد على الاستيقاظ بشكل طبيعي مع طلوع النهار.
ويعتمد الإيقاع اليومي على دورة داخلية مدتها 24 ساعة تضبطها شبكات دقيقة من الساعات الجزيئية داخل الخلايا. فعندما يدخل الضوء إلى العين صباحاً، يُوقف إفراز هرمون الميلاتونين المسبب للنوم، ويزيد إفراز الكورتيزول الذي يعزز اليقظة والطاقة. ومع حلول المساء، يحدث العكس، فيرتفع الميلاتونين لتهيئة الجسم للراحة.
ويلعب الضوء دوراً محورياً في هذه العملية؛ فالتعرض للضوء الطبيعي في الصباح يعيد ضبط الساعة البيولوجية، بينما يؤدي الضوء الأزرق من الشاشات ليلاً إلى اضطرابها؛ ما يجعل النوم أصعب.
كما تسهم الهرمونات في تهيئة الجسم لليوم الجديد؛ إذ يرتفع الكورتيزول وتزداد حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب قبل الاستيقاظ بقليل، في إشارة بيولوجية للاستعداد للنشاط.
ويمكن للعادات المنتظمة، مثل النوم والاستيقاظ في أوقات محددة والتعرض لضوء الصباح وتقليل الكافيين ليلاً، أن تساعد في ضبط هذا الإيقاع الطبيعي.
عندما تعمل ساعتك الداخلية بانسجام، تشعر باليقظة والنشاط دون الحاجة إلى منبّه. لذا، عندما تستيقظ قبل رنينه، تذكّر أن جسدك ببساطة يعرف أن الوقت قد حان لبدء يوم جديد.
